إضراب مُضرّ بصحة المواطن

في إضراب الأطباء بمصر، حذرت الحكومة من أن الإضراب يضر بمصلحة المواطن. وفي إضراب سائقي الميكروباص حذرت من أن الإضراب يضر بمصلحة المواطن. وتصادف أن إضراب باعة عرائس «السبونج بوب»، سائقي عربات النقل العام، إضراب حرامية الغسيل والقتلة المتسلسلين، كل هذا يقوم بتعطيل مصلحة المواطن، بينما المواطن، كما هو واضح، لا ينتمي لكل هذه الفئات المذكورة.طيب، ما هي سمات المواطن، ذلك الكائن الخفي
2012-10-31

شارك

في إضراب الأطباء بمصر، حذرت الحكومة من أن الإضراب يضر بمصلحة المواطن. وفي إضراب سائقي الميكروباص حذرت من أن الإضراب يضر بمصلحة المواطن. وتصادف أن إضراب باعة عرائس «السبونج بوب»، سائقي عربات النقل العام، إضراب حرامية الغسيل والقتلة المتسلسلين، كل هذا يقوم بتعطيل مصلحة المواطن، بينما المواطن، كما هو واضح، لا ينتمي لكل هذه الفئات المذكورة.
طيب، ما هي سمات المواطن، ذلك الكائن الخفي الذي لا يراه أحد. المواطن لا يفكر في تحسين ظروفه المعيشية. أحياناً «يشكو المواطن من غلاء الأسعار»، خاصة مع قدوم شهر رمضان وفي العيدين. ماذا يفعل المواطن في هذه الحالة؟ ولا أي شيء. المواطن يحاول إيصال صوته للسادة المسؤولين. طول الوقت يحاول إيصال صوته للسادة المسؤولين، ولا صوته يصل ولا هو يتوقف عن المحاولة. حتى عندما يشكو من الإضراب، فهو لا يتدخل لإيقاف الإضراب. إنه فقط يشكو، بحزن ورقي يشكو.
المواطن شخص لم يتزوج، أكيد لم يتزوج، وأكيد أيضاً أنه لم ينجب. لم نسمع أبداً عن المواطنة، ولا عن أطفال المواطنين. هو بلا عائلة. يقف بمفرده في العالم مثل دون كيشوت ليحارب قسوة الإنسان على أخيه الإنسان. لماذا لم يتزوج المواطن، لإنه بالعقل، شخص يعاني يومياً في المواصلات بسبب إضرابات السائقين، وفي العلاج بسبب إضرابات الأطباء، وعندما يحاول الموت للخلاص من هذا العالم التعيس لا يسعفه أحد، لأن القتلة المأجورين يقومون بإضرابهم الخاص أيضاً. ومن ناحية أخرى، فإذا قرر أن يقوم بإضراب فهو هكذا يتجاوز دوره التاريخي: الشكوى من الإضراب، وبالتالي فهو لم يعد مواطناً بحسب التعريف القاموسي. كيف يُتوقع له أن يتزوج؟ المواطن شخص يحترف الحزن والانتظار. يرتقب الآتي ولا يأتي. وفي الغالب، معه أرقام تليفونات جميع الإعلاميين في بلده. يتصل بهم ليخبرهم بأية فكرة تخطر على باله. هذه هي هوايته الوحيدة.
المواطن شخص غريب الأطوار.

كتب نائل ورسم مخلوف