"إلبس زيّك، مين زيّك!"

2021-12-16

شارك
فلسطينيات بالزي التقليدي، القدس. تصوير: إسراء أبو ناب

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) يوم الأربعاء في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2021 فن "التطريز في فلسطين: الممارسات والمهارات والعادات" على لائحتها للتراث الثقافي غير المادي. يأتي هذا التصنيف – بالمصادفة – بعد نحو أسبوع من مشاركة ملكة جمال الفيليبين لصور لها مع زميلاتها المشاركات في حفل ملكة جمال الكون المقام في "إيلات" هذا العام، وهنّ يلبسن الأثواب الفلسطينية المطرّزة، مذيِّلةً الصورة بوسم “visit Israel” أو "زوروا إسرائيل"!

لكنّ تلك الصور المشينة لم تمرّ بدون ردّ فلسطيني لائق، متمثّل بحملة إلكترونية أطلقتها مجموعة من النساء الفلسطينيات بالإضافة لناشطين بعد ذلك بأيام. وتحت وسم #إلبس_زيك_مين_زيك، وثّقت المشاركات والمشاركون التراث الفلسطيني عبر مشاركة صورهنّ أو صور جداتهن بالثوب التقليدي، مع شرح لأساليب التطريز المختلفة وتمايزاتها ودلالاتها، وتاريخ هذه التصماميم الجميلة. وهو ما لا يمكن لمن يسرق الثقافة ويدّعيها لنفسه أن يمتلكه، هو الرواية التي يمتلك أهل البلد وحدهم تفاصيلها وخباياها.

"شالي من الصوف الجمَلي، طرّزته أيدي فلسطينيات لاجئات في مخيمات لبنان، أتوجه لهن بالتحية من هنا من مخيمات اللاجئين في قطاع غزة. على العهد باقون ولتراثنا محافظون ولبلادنا عائدون"، قالت عندليب عدوان، إحدى المشاركات في الحملة على تويتر، مشارِكة صورتها مع الشال. وشاركت أخريات صور أثوابهنّ المتوارثة عن الأمهات والجدات وأمهات الجدات، وهي قطع فنية وذات حرفية عالية يصل عمر بعضها إلى ما يزيد عن المئة عام.

"ظلت ستي فاطمة ترتدي الثوب في حياتها اليومية، حتى آخر أيامها، وكانت تتغنى بأثوابها ونقشاتها وألوانها ومناسباتها المختلفة، ولم تبدله حتى عندما كانت تذهب إلى أمريكا. قالت لي ذات مرة متفاخرة إن الجميع كان ينظر لثوبها بدهشة وإعجاب عندما تتجول به هناك، فيسألنها النساء عنه، ثم يصبن بدهشة أكبر عندما يعلمن أنه من صنع يديها، "حبة حبة" كما كانت تقول..."، هكذا كتبت الإعلامية آلاء كراجة على صفحتها على فيسبوك، مشاركة صورة جدتها بثوبها، مصدر فخرها والدال على هويتها.

هكذا، وبدون كلام كثير، بلا تحقيقات تاريخية ولا دراسات كبيرة، بقليل من الصور والذكريات و"سرّ الحرفة"، يستعيد الفلسطينيون زيّهم من بين أيدي السارقين.  

مقالات من العالم العربي

بغداد وأشباحٌ أخرى

نبيل صالح 2024-12-01

عُدتُ إلى بغداد ولم أعد. تركتُ قُبلةً على قبر أُمي ورحلتُ. ما حدث ويحدث لبغداد بعد الغزو الذي قادته جيوش الولايات المتحدة الأمريكية، هو انتقامٌ من الأسلاف والتاريخ معاً.

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...