الأنشطة المدرسية في مصر: عن المكتبة والرياضة

زواق الشكل وخواء المضمون قلوب مدارسنا متوقفة عن النبض
2014-09-23

منى علي علاّم

كاتبة وصحافية من مصر


شارك
من الإنترنت
زواق الشكل وخواء المضمون
 
قلوب مدارسنا متوقفة عن النبض
بسمة فؤاد
 
منى علام
بفناء واسع ونظيف لحد يفوق المعتاد، تقف عينة من التلاميذ الشبان بزىٍ رياضي، متراصين بانتظام في طوابير متوازية، ومحاطين بعينة مختارة من المعلمين، وفي المنتصف بالأمام يقف وزير التربية والتعليم بملابس "سبور"، والصورة تُكمل الخبر أعلاها قائلة إن "الوزير يُطلق فعاليات النشاط الصيفي في المدارس الحكومية". وفي المتن حكايا عن ماراثون رياضي تم به الافتتاح، وسبقته كلمة للوزير "ناشد" فيها التلاميذ بالإقبال على النشاط الصيفي و"شدد" على أهمية ممارسة الرياضة. الحقيقة المتأصلة عبر السنين ترسم صورة مغايرة، حيث تمثل الإجازة الصيفية فترة الاستجمام التي يتحينها المعلمون والتلاميذ على حد سواء للاستراحة من "صداع" الأجواء التعليمية، فتبدو المدارس خاوية إلا من عينة من المعلمين ينوب الحاضر منهم عن الغائب، وإن بصفة غير رسمية، إضافة إلى أن بعض المدارس تستأجر - بصفة رسمية - كمصايف، خاصة في بعض المدن الساحلية. وعلى أية حال فواقع الأنشطة المدرسية وأهميتها لا تُخص الإجازة الصيفية. ومع بدء العام الدراسي الجديد، يثار الموضوع، كما كل عام، فيما يبقى واقعه على حاله من السوء.

  يعكس واقع الأنشطة المدرسية في المدارس المصرية حالة التخبط والعشوائية التي يعيش فيها النظام التعليمي ككل. فالنظام المعمول به يُعدّل من حين لآخر. وعند اختياره للنشاط، يكون التلميذ مقيداً بمدى توافر المدرّس أو الاختصاصي في مدرسته، وكذلك التجهيزات المناسبة. فمثلا هناك مدارس ليس فيها اختصاصي صحافة أو مدرّس موسيقى. وقد يوجد المدرّس أو الاختصاصي ولا توجد التجهيزات، فلا يتاح للطلاب الممارسة العملية للأنشطة. فضلا عن أن توزيع التلاميذ على الأنشطة المختلفة يجري بطريقة عشوائية. ورغم أن مواد النشاط – وفقا لنظام التقويم التربوي الشامل المعمول به حاليّا - تعتبر "نظريا" مواد نجاح ورسوب (تضاف إلى المجموع في مرحلة التعليم الأساسي ولا تضاف في المرحلة الثانوية) إلا أن ما يحدث فعليا أن جميع الطلاب ينجحون فيها ويحصلون على درجات مرتفعة (بل نهائية)، وهو ما يعكس النظرة للأنشطة باعتبارها مواد هامشية.

 

مقالات من مصر

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

في مصر يمكنك فقط الاختيار بين سجن صغير وآخر أكبر

إيمان عوف 2024-12-09

تحوّل القانون رقم (73) لسنة 2021، الذي يتيح فصل الموظفين المتعاطين للمخدرات، إلى أداة لملاحقة العمال والنشطاء النقابيين العماليين، والنشطاء السياسيين والصحافيين. وعلى الرغم من اعتراض النقابات والجهات الحقوقية على...

للكاتب نفسه

قصّة "هَدِية" مع الميراث

في زيارتي الأولى في العام 2016 ركّزتُ على التقصير الحكومي ونقص الخدمات الأساسية، وفي الثانية (2021) عملتُ واحتككتُ أكثر بموضوعات تتعلق بثقافة وسلوكيات الناس أنفسهم هناك: ختان الإناث، قتل النساء...

أوضاع صعبة يواجهها الوافدون السودانيون في مصر وعلى حدودها

قالت مفوضية اللاجئين إنه حتى 15حزيران/ يونيو الفائت، تمّ تمويل برنامج الاستجابة السريعة للأزمة السودانية، الذي يشمل مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، بنسبة 15 في المئة فقط...