هل حرامٌ على العراق شيءٌ مِن فرح؟ بابل تقول بحسمٍ "لا". في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، انطلقت فعاليات مهرجان بابل بنسخته الخامسة عشرة، وذلك بعد انقطاعٍ دام 18 عاماً، إذ كان المهرجان قد توقف منذ عام 2003 إبان الغزو الأميركي للعراق. وعلى مسرح مدينة بابل الأثري، بوسم #بابل_تغنّي، وشعار "من بابل الحضارة نصنع الحياة"، توالت عروض موسيقية وغنائية وراقصة، بالإضافة لمعرض للكتب والرسومات، على مدى خمسة أيام، استعاد فيها الحضور شيئاً من عالمٍ بدا أنه كانَ قد اندثر. وعلى الرغم من الإمكانات المحدودة وبعض المصاعب التقنية، استطاع المهرجان استقطاب فنانين من دول عدة: من لبنان ومصر وسوريا، بالإضافة إلى فرق رقصٍ هندية وكردية. كما أضاف المهرجان إلى برنامجه – إلى جانب الفقرات الموسيقية - فقرات عروض الأزياء واستعراض مناطيد الهواء وحلقات لتعليم الرسم.
عبّرت وزارة الثقافة والمنظِّمون عن رغبة في أن يعود المهرجان سنوياً، كما كان، وأن يحظى بفرصة لتطوير نفسه ليكون "لائقاً ببابل الحضارة الفن" وعاكساً لتنوع أطياف الثقافات في العراق.
لأيامٍ قليلة، كانت بابل تضجّ بالناس وتتوق للأصوات والألوان والأفراح. فلم تفلح مطالبات إلغاء الاحتفالات التي أعلت صوتها قبل إطلاق المهرجان، بحجة أن "الغناء حرام"، وأقيمت الحفلات وسط حضور جماهيري كبير متحمّس للمزيد. بل أنّ الناس لهم إيقاعاتهم الخاصة وسط الحفلات، كما في مقطع فيديو انتشر من المهرجان ظهر فيه الحضور على المدرج يهتفون بعفوية جامِعة "تشرين تشرين تبقى بالقلب"، نِسبة ل"انتفاضة تشرين 2019"، فأضافوا إلى "بابل تغني": "بابل تهتف".