يوم السبت في 16 آب/ اغسطس، احتل خمسة آلاف متظاهر، يقرعون الطبول وينفخون الأبواق، مرفأ أوكلاند في خليج سان فرنسيسكو، لمنع سفينة إسرائيلية من تفريغ بضائعها على الرصيف. كان قد أعلن عن وصول السفينة زيم لخدمات الشحن البحري (Zim Integrated Shipping Services Ltd) في مطلع الأسبوع، وانطلق نداء "احجزوا السفينة" من قبل تحالف من المنظمات الأميركية المؤيدة لفلسطين، ونقابات وحركات يسارية ومناهِضة للتمييز العنصري.
"الصهيونية غير مرحب بها على الطرف الغربي" و"بمواجهة حصار غزة، فلنحاصر إسرائيل" كانا شعارات التظاهرة. كانت السفينة الإسرائيلية تنوي أن ترسو في الخامسة صباح السبت ذاك، حسب توقيت كاليفورنيا، فراحت تؤجل دخولها إلى الميناء، وفي مرة أولى أجلت إلى الثالثة عصراً.
ولكن مئات المتظاهرين الجدد وصلوا إلى الميناء مع بداية بعد الظهر، وهيأ العديد منهم نفسه لمواجهة مع شرطة اوكلاند المشهورة بممارساتها العنصرية ضد السكان، وأغلبيتهم من السود. إلا أن ما حدث كان على النقيض من العنف، إذ انقلب الجو إلى احتفال صاخب جرى في ظله احتلال المرفأ من المتظاهرين.
بدا المرفأ مهجوراً بطريقة غريبة، متوقفا عن العمل، بلا شغيلة على رصيفه. مع العلم انه واحد من أهم خمسة موانئ تجارية في الولايات المتحدة. كان على أرصفته يومها عشرات رجال الشرطة، ينتظرون بهدوء قبالة الرصيف 1717 حيث كان يفترض أن ترسو سفينة البضائع الإسرائيلية.ولكن "زيم" لم تصل هذا السبت. وهي قررت البقاء في عرض البحر، خفية، ما انتزع صيحات الفرح من الجموع التي جاءت لتشكيل حاجز بشري منعاً لتفريغ البضائع الإسرائيلية.
في العام 1984، وفي سان فرنسيسكو، قام عمال تفريغ السفن ("دوكرز") التابعون للاتحاد النقابي (ILWU ـ لونغشور وويرهاوس (International Longshore and Warehouse Union) بحركة تاريخية إذ رفضوا تفريغ سفينة بضائع آتية من أفريقيا الجنوبية.
لمشاهدة فيديو التحرك اضغط هنا