مخيم البقعة في الأردن مواجهة "داعش" بالقضية الفلسطينية

يحاول المسؤولون الأردنيون التقليل من خطر "داعش"، ويعتقدون ان الأردن عصي عليه. في المقابل، لا يخفي محللون سياسيون مخاوفهم من أن يكون الشق الاقليمي (أردني – فلسطيني) لا الطائفي، هو حصان طروادة لدخول "داعش" الى البلاد، ويعتبرون أن الجبهة الداخلية هي جدار الحماية الاول، لا الخيار الأمني، فالاولى حين تكون قوية تفتت أية حاضنة اجتماعية للسلفيين. وعلى الرغم من ارتباط التیار السلفي الجهادي
2014-09-09

رانية الجعبري

قاصة وصحافية من الاردن


شارك
أطفال من مخيم البقعة (من الانترنت)

يحاول المسؤولون الأردنيون التقليل من خطر "داعش"، ويعتقدون ان الأردن عصي عليه. في المقابل، لا يخفي محللون سياسيون مخاوفهم من أن يكون الشق الاقليمي (أردني – فلسطيني) لا الطائفي، هو حصان طروادة لدخول "داعش" الى البلاد، ويعتبرون أن الجبهة الداخلية هي جدار الحماية الاول، لا الخيار الأمني، فالاولى حين تكون قوية تفتت أية حاضنة اجتماعية للسلفيين. وعلى الرغم من ارتباط التیار السلفي الجهادي الأردني في منتصف التسعینیات بمدن أردنية كالزرقاء والسلط ومعان، إلا أن دراسة أجراها باحث متخصص في الجماعات الاسلامية كشفت أن غالبية المنتمين للتيار كانوا من أصول فلسطینیة. لذا فمخيم البقعة (أكبر المخيمات في الأردن ويقع على بعد 20 كيلومترا شمال العاصمة) يصلح كميدان للبحث عن إجابة عن سؤال كيفية تفتيت أية حاضنة شعبية لداعش والسلفية في التجمعات الفلسطينية في الأردن. ولا سيما أن أبناءه قاموا، بناءً على قرار شعبي، بطرد أفراد من الحركة السلفية القتالية في العام 2011، حاولوا إقامة فعالية لهم مطلع "الربيع العربي"، كتلك التي أقاموها في مدينة الزرقاء وحملوا خلالها السيوف ودخلوا في مواجهة مع الأمن الأردني.
تتميز بيوت المخيم عن بيوت العاصمة أو المحافظات بأنها لا تحمل أرقاما، وتنتظم في شوارع لا تحمل أسماء، لأنها ما زالت تتبع للأمم المتحدة لا لأمانة عمّان، وما زالت تعيش في عقلية الخيمة المؤقتة التي يتأهب أهلها للعودة إلى فلسطين في أية لحظة. هنا فلسطين حاضرة في الأرقام الغائبة عن البيوت، وهي حاضرة في تجمع أهالي كل منطقة في فلسطين حول بعضهم البعض في المخيم، وكأنهم يحافظون على شكل علاقاتهم لو لم يتم احتلال فلسطين. وفي النهاية فلسطين هي هاجس كل من يعيش هنا. وحضورها هو الذي يحد من حضور السلفيين في المخيم.
وليس السلفيون من أُبعدوا من ساحات المخيم، بل "الربيع العربي". مطالبه لم تعن ابن المخيم، لذا بقي بعيدا عن الحراك في الشارع الاردني مطلع العام 2011، ويقول نشطاء فيه انهم هنا يبحثون في المطالب قبل التحرك للمناداة بها، وبمقدار قربها من القضية يقتربون.
وقياسا على القاعدة الأولى، تراجع حضور الاخوان المسلمين في مخيم البقعة بعد العام 2011، بعد ان تبنوا مطالب "الربيع العربي"، وانشغلوا بها بعيدا عن شعارات فلسطين والقدس التي سبق ان رفعوها واستمالت قلوب أبناء المخيم. وكما كانت فلسطين هي سبب بعدهم عن المخيم، تعود وتصبح سبب عودتهم، فالتقدم العسكري على العدو الصهيوني الذي حققته المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها "حماس" في غزة، هو اليوم منصة عودة الإخوان الى المخيم. لم يشح ابن البقعة بوجهه عن التيار السلفي بعد تصريحات "داعش" الاخيرة حيال حرب غزة، المتلخصة بأن الله أمر التنظيم بقتال المرتدين والمنافقين قبل قتال "إسرائيل"، بل بدأ ذلك عندما زار كبير السلفيين في مخيم البقعة، محمد رأفت، الكنيست الإسرائيلية في العام 1997 وكان حينها عضواً في البرلمان الأردني... كل هذا لا يعني عدم وجود سلفيين جهاديين في المخيم، ومنهم من قُتل في سوريا، لكنهم يفتقرون الى القاعدة الجماهيرية.

مقالات من الأردن

ما تبقّى من «الكرامة»

2018-04-26

في هذا المقال استعادة لمعركة «الكرامة»، ومحاولةٍ التورّط في البنيان السياسيّ الذي أنتجته بالنسبة لفلسطين والأردن، وموقعها من الوعي الصهيوني العام، فضلًا عن تتبّع ظلّها الرسمي وما تبقّى منها اليوم..

للكاتب نفسه

نظام انتخابي "جديد" في الأردن؟

بماذا يفكر الأردني عندما يضع ورقته الانتخابية في صندوق الاقتراع؟ في الواقع، أول ما يفكر به هو الخدمات التي تُقدَّم له، من توظيف أو تأمين خدمات صغيرة، سيقوم بها النائب...