انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت، استهلكت، ومفيش فايدة! كلهم ولاد كلب، وإحنا بنفحت في مايه. مفيش قانون خالص هيجيب حق حد بس إحنا بنعمل اللي علينا. أهوه كلمة حق نقدر بيها نبص لوشوشنا في المراية من غير ما نتفْ عليها. مفيش عدل وأنا مدركة ده ومفيش أي نصر جاي بس بنضحك على نفسنا عشان نعرف نعيش». التعليق لوحده لا يوحي بأن كاتبته قد اتخذت مثل ذلك القرار. وحالة الإحباط الواضحة في التعليق لا تختلف بالضرورة عما يشعر به عدد كبير من المصريين بعد كل ما حصل ويحصل بسبب خطط «احتواء» ثورة 25 يناير، والارتداد عنها. وإن ربط العديد ممن تابع القضية بين انتحار المهدي والإحباط الذي بات مكرساً في عهد السيسي، فإنه، وبحسب دراسة صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن عدد المنتحرين عام 2011 (أي في عام الثورة) وصل إلى 18 ألف حالة، منها 3 آلاف حالة تحت سن 40 سنة، فيما تشير الإحصائية إلى أن 5 أشخاص من كل 1000 شخص يحاولون الانتحار سنوياً في مصر. وهي نسبة ارتفعت وانخفضت بشكل طفيف بالتوازي مع التغيرات التي حدثت في البلاد. وتشير أغلب الدراسات الى أن دوافع المنتحرين ناجمة بمعظمها عن الفقر والبطالة والأوضاع المعيشية المزرية.
ولكن تلك لم تكن خلف انتحار الصبية. فقد جمعت المهدي بانتحارها بين العام والخاص. إذاً لا يمكن التغاضي عن همومها الذاتية (وهو ما أشار إليه عدد من الناشطين الذين ربطتهم علاقة قوية بها، من أنها كانت تمر بظروف نفسية صعبة)، علاوة على تحولات حدثت معها وكان لها تأثيرها الشخصي عليها، على الرغم من انتمائها إلى الحيز العام، فهي تعرضت لحملة تشهير شعواء بعدما تركت حركة الإخوان المسلمين والتحقت بحملة المرشح الرئاسي بعد الثورة عبد المنعم أبو الفتوح، ثم بعدما قررت خلع الحجاب.. وثمة عامل أساسي لعله يفسر مبلغ إحباطها، وهو ما أشارت اليه في العديد من تعليقاتها الفايسبوكية. فهي كانت منخرطة بشكل مستمر في الدفاع عن المعتقلين الذين تكدسوا في سجون السيسي نتيجة لقانون التظاهر، كما كانت ناشطة أساسية في ملف «المخطوفات»، الفتيات اللواتي يُختطفن من الشارع ويتعرضن لانتهاكات أو يختفين بكل بساطة، لنشاطهن السياسي أو عقاباً لأقربائهن على نشاطهن. وهكذا تعرفت المهدي على واقع مرير، لم تطقه وشعرت حياله بالعجز، ولعلها وجدت في انتحارها تعبيراً صارخاً عن رفضها له، ولسلطة حاكمة تترك شباباً في مقتبل العمر يموتون ببطء في سجونها. في خطوة مهدي شكل من أشكال التعبير الثوري في أكثر الظروف إحباطاً. ظروف أكثر ما يخيف فيها هو قدرتها على الاستمرار وتجديد نفسها. الانتحار فعل فظيع.. مؤسَّس على اليأس ولكنّ، في انتحار المهدي قدراً كبيراً من الاحتجاج.
فكرة
زينب مهدي.. الانتحار احتجاجاً
انتحرت الناشطة المصرية زينب مهدي. علقت مشنقتها في مسكنها ومضت، خلافاً لحالات الانتحار العلنية التي غالباً ما تحصل في مصر. استبقت ذلك بتعليق فايسبوكي ثم اغلقت حسابها. التعليق يقول «تعبت، استهلكت، ومفيش فايدة! كلهم ولاد كلب، وإحنا بنفحت في مايه. مفيش قانون خالص هيجيب حق حد بس إحنا بنعمل اللي علينا. أهوه كلمة حق نقدر بيها نبص لوشوشنا في المراية من غير ما نتفْ عليها. مفيش عدل وأنا مدركة ده
للكاتب نفسه
نمر النمر أكثر من «رجل دين شيعي»
آدم شمس الدين 2014-10-22
الشيخ المعارض نمر النمر كرر على المنابر ضرورة الالتزام بسلمية التظاهر، وشدّد على نزع أي بُعدٍ مذهبي عن المطالب المحقة لسكان المناطق الشرقية في السعودية، وعلى ضرورة إعطائهم بعضاً من...
نبيل رجب لا يتعظ
آدم شمس الدين 2014-10-08
«كثر من البحرينيين الذين التحقوا بصفوف الإرهاب وتنظيم داعش أتوا من المؤسسات الأمينة التي كانت الحاضنة الإيديولوجية الأولى لهم». نشر نبيل رجب هذه التغريدة. لم يكشف سوى ما هو معروف...
أطفال سوريا.. الجريمة الكبرى
آدم شمس الدين 2014-09-24
لم يعد أي خبر في الأزمة السورية، مهما كانت فداحته، قادراً على إحداث صدمة أو تأثير. بعد أربع سنوات على اندلاع تلك الانتفاضة، بات الحدث برمته يختصر بالأرقام: 30 قتيلاً...