في كل بيتٍ تضيء "شمس فلسطين"

صيفُ فلسطين هذا العام ممتلئٌ بشمسها، شمسُ كلّ جهاتها وربوعها، بهِمّة شابات وشبان وأهلٍ قرروا أن يرسموها مع أطفالهم ولأجل أطفالهم ومستقبلهم في بلدهم، لكي "يعرفوها" جيداً، فأطلقوا مبادرة "شمس فلسطين"، وهي حملة تربوية هدفها "تربية أطفالنا على وحدة فلسطين وزرع بذور الأمل والحرية في قلوبهم".
2021-08-26

شارك
فلسطين كلها

"وأنا ما بعرف من الشمس / إلّا شمس الأغاني

ما بعرف شمس فلسطين / ولا شروق الشمس بيافا

قاعد ارسم صورة شمس/ وجرّب هزّها من أكتافا

وعّيها وقلّها شمسي، شمسي.."

هكذا يقول مطلع أغنية "لاجئ" للفنان أحمد قعبور، لسان حال طفل فلسطيني مبعدٍ عن وطنه يتخيل "شمسَ فلسطين"، وينتهي بتعداد كل القرى والبلدات الفلسطينية التي سيعود إليها وتعود إليه، "الله الله على رام الله، عالبيرة وعلى أم الفحم/ والله يبارك أهلي وناسي بحيفا وببيت لحم...".

وصيفُ فلسطين هذا العام ممتلئٌ بشمسها، شمسُ كلّ جهاتها وربوعها، بهِمّة شابات وشبان وأهلٍ قرروا أن يرسموها مع أطفالهم ولأجل أطفالهم ومستقبلهم في بلدهم، لكي "يعرفوها" جيداً، فأطلقوا مبادرة "شمس فلسطين"، وهي حملة تربوية هدفها "تربية أطفالنا على وحدة فلسطين وزرع بذور الأمل والحرية في قلوبهم".

شبلونة أو لوغو شمس فلسطين لمن يرغب بطباعتها

انطلقت فعاليات الحملة منذ أول شهر آب 2021، في الساحات على الأرض، وكذلك على صفحات "شمس فلسطين" على مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني، وهي حملة يومية تتضمّن أنشطة وألعاباً وأغان وفنوناً متنوعة، كلّ منها يتناول فكرة معينة متعلقة بفلسطين وشخصياتها المؤثرة وتاريخها، وأيضاً والأهم: مستقبلها أيضاً، الذي يرسمه الأطفال بأنفسهم.

فلسطين الواحدة، غير المجزّأة، حاضرة في هذه الألعاب، وكل القرى والمدن موصولة – بحافلات ركاب يرسمها الاولاد! - وواضحة، باستطاعة الأطفال أن يلونوها ويتخيلوها كما يحبون لها أن تكون.

"في الطريق إلى المظاهرة" هي لعبة إيجاد الكنز المكوّن من الأغراض الأساسية التي سيحملها الأولاد مع أهلهم إلى المظاهرة: العلم، الحطة الأيقونية (الكوفية)، المياه للحفاظ على النشاط.. والجزء الآخر من التحضيرات هو نقاشٌ حول لماذا نذهب إلى المظاهرة و"لماذا من المهمّ أن نعبّر عن أنفسنا؟"..

أمّا "حنظلة"، فينتظرهم في لعبة أخرى تعلّمهم من هو؟ مَن رسمه؟ إلامَ يرمز؟ وكيف نستطيع رسمه وتلوينه وتركيبه..

سيتعرفون أيضاً إلى أسماك فلسطين في بحرها ونهرها، وكيف يحافظون على بيئتها... وفي "التلاوين" سيتفرجون على لوحات فلسطينية مهمة، ويلونوها كما شاؤوا، ولَو لوّنوا "خارج الخط"، فهي لوحاتهم هم.

أمّا "لحن الحياة" المعروف، فمع "شمس فلسطين" صارَ اسمه "نشيد العودة"، أغنية سهلة الحفظ والترداد، تحتفي بالعودة القادمة إلى كل ركن في فلسطين.

هذا الصيف الفلسطيني ليس ككل صيف، فشمسه أعلى، أغلى، وأكثر إبهاراً مع مبادرات كهذه، ممتلِئة بوعدِ غدٍ أفضل لكل هؤلاء الأطفال الذين يرثون عن آبائهم وأجدادهم الحق بالحياة والمقاومة والاستمرار والفرح.. وبالذات بعدَ ربيعٍ دامٍ، ولكن مُلهِمٍ، قاومت فيه فلسطين "الواحدة" من غزة إلى القدس وكل الداخل الفلسطيني، وهو ما عبّر عنه بصدق الكاتب والصحافي مجد كيّال عبر صفحته على فيسبوك بالقول "في تضحيات ثمينة بُذلت بأيّار الأخير. في آمال عظيمة انبنت. في مقولات انكتبت بشجاعة وحُب. وبظن إنه الحد الأدنى من شو منقدر ولازم نعمل هو إنه نبني ونبذر ونجذّر هاي الأفكار اللي الناس صنعتها بإيديها... نقوّي وحدة فلسطين بقلوب وأذهان ثوّار بكرا، نحرّضهن على المبادرة، ونعبّيهن أمل".

المبادرة مستمرة يومياً حتى نهاية شهر آب/ أغسطس، تابعوها وأطفالكم على صفحاتها الالكترونية! 

مقالات من العالم العربي