إنه الرابع من آب مجدداً...

2021-08-05

شارك
مسيرة المطالبة بالعدالة يوم 4 آب في بيروت - عن فيسبوك- تصوير: نبيل اسماعيل.

مشى الآلاف في شوارع بيروت يوم الأربعاء في الرابع من آب / أغسطس 2021، رافعين صور موتاهم، أولئك الذين فقدوا منذ عامٍ في مثل هذا اليوم، في هذا الموقع نفسه. هذا الرجل كان في الشارع، هذه الفتاة كانت في عملها، ذاك العامل كان في المرفأ، تلك الطفلة كانت في بيتها على بعد مترين من أهلها... الحزن والغضب يتصارعان في شوارع بيروت، فحيناً يغلب الأول الثاني، ليعود الثاني فيغلبه.

انتهى اليوم على ثمانية جرحى ورصاص مطاطي وخراطيم مياه وقنابل مسيلة للدموع رمتها القوى الأمنية على المتظاهرين الذين ألقى بعضهم الحجارة على الأمن، محاوِلين الدخول إلى محيط مجلس النواب، معلِنين غضبهم من تحايل نواب الأمة لعدم رفع الحصانات عن الجميع وتقديم أنفسهم للقضاء.

... ما نعرفه هو أنّ أحداً لم يُحاسَب على ما حصل. وما حصل ليس قليلاً: أطنان من مادة متفجرة لم يكن معظمنا قد سمع باسمها قبل ذلك اليوم المشؤوم، نيترات الأمونيوم، قتلت 218 وربما أكثر (إذا لا إحصاء رسمياً للضحايا اللبنانيين وغير اللبنانيين من الدولة اللبنانية المتهالكة، حتى اليوم - بعد سنة من الانفجار!)، وجرحت أكثر من 7000 شخص ودمرت نصف المدينة، ناهِبةً كلّ طمأنينة وسكينة من نفوس أهل البلد.

هي جريمة موصوفة، لا تفيها كلمات مثل "انفجار" أو "إهمال" أو "فساد" أو "خطأ".

هي جريمة، وبالتالي فخلفها "مجرمون" لم يقتصّ منهم المكلومون بعد، فيستعيدوا شيئاً يسيراً من حق أبناءهم. أهالي الضحايا ورفاقهم عادوا إلى منازلهم مع صور أحبائهم، لكن حزنهم وغضبهم بقي في الشوارع وبين جنبي كل من كان يمكن أن يكون ضحية أيضاً، وداخل كل من خسر مدينته وأمانه وأمان عائلته في بلدٍ بات كل شيء فيه مندثراً. 

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...