على عكس وقوفي أمام باب العتمة. أخرجت رجلي مسرعاً. تغيرت الحرارة بالرغم من أن السماء لم تكن مشمسة. هكذا أحسست أيضا عندما دخلت العتمة. أحسست بالبرودة. هل للعتمة حرارة وللضوء حرارة ؟
ضحكات الأولاد كانت صاخبة. يتقاذفون الكرة بشكل فوضوي. الغبار يملأ المكان. تنسحب الغيمة التي غطت الشمس. ترتفع درجات الحرارة بعض الشيء. أسمع أصوات انفجارات. انظر إلى الأطفال، يكملون لعبهم. لا يأبهون لهذه الأصوات التي تصرع أذني. ارتسم ظل طائرة وسط الملعب.
ثوان وسقطت قذيفة خلف الأطفال. لم يتوقفوا. لا يزالون يكملون لعبهم. صعقني المشهد. كيف للاطفال الذين يبكون بمجرد سماع صوت قوي أن لا يبكوا أو يخافوا من انفجار قذيفةٍ لحظة ارتطامها في الأرض؟ كيف لي أنا ان أخاف من هذا الصوت وأشعر برعشة الموت وحبّ الحياة وهم لا يعيرون هذا الانفجار انتباهاً؟ ماذا لو سقطت هذه القذيفة في ملعبهم؟ هل سيتقاذفونها أم سيموتون؟ أتراهم يلعبون بأعمارهم الملفوفة على شكل كرة؟
قاماتهم متشابهة، إلا أن احدهم كان الأكثر نصاحة، كان يقف على حراسة المرمى، لا أدري لماذا هذا الانطباع عند جميع الأجيال، إن الناصح لا يصلح سوى لحراسة المرمى .
سليم اللوزي