حكايا الأرق

منذ أسابيع قليلة، بات لكلّ من يعاني من داء الأرق مساحته الخاصّة. يمكنك وأنت تتقلّب، محاولاً أن تغفو، التوجّه نحو مدونة «حكايا الأرق» ومراسلتها بنصّ يعبّر عنك. ما يشترطه القيّمون هو فقط أن تكون «صادقاً، مختصراً وحرّاً». لست مجبراً على الكتابة باسمك الحقيقي. بل يمكنك اختيار الاسم المستعار الذي ترغب به. في إطار تعريف مدونة «حكايا الأرق» عن نفسها تقول «هو
2012-10-03

شارك

منذ أسابيع قليلة، بات لكلّ من يعاني من داء الأرق مساحته الخاصّة. يمكنك وأنت تتقلّب، محاولاً أن تغفو، التوجّه نحو مدونة «حكايا الأرق» ومراسلتها بنصّ يعبّر عنك. ما يشترطه القيّمون هو فقط أن تكون «صادقاً، مختصراً وحرّاً». لست مجبراً على الكتابة باسمك الحقيقي. بل يمكنك اختيار الاسم المستعار الذي ترغب به. في إطار تعريف مدونة «حكايا الأرق» عن نفسها تقول «هو تجمع على الانترنت ومحور فني خلاق يمكّن الأرقين في هذا العالم من مشاركة قصص آخر الليل من خلال إرسال بريد إلكتروني».
تستقبل المدونة زوارها بألوان رمادية، أشبه بحالات القلق والاضطراب المرافقة للباحثين عن النعاس ليلاً. أمّا مضمون التدوينات، فتختصره هذه العبارة «يمكن لقصتك أن تكون مشاعرك العميقة، اعتراف، سر، طقوس آخر الليل، أي شيء يمكن أن تحسه أو تختبره عندما لا تستطيع النوم في الليل وتود أن تشاركه».
من هنا حلّ الضيوف على المدونة، فباتوا من أهل البيت. يحكون عن حالاتهم وعمّا يشعرون. يعبّرون بكلمات سريعة عمّا يشعرون وبما يفكّرون، خلال لياليهم الطويلة. البعض يختار الكتابة بالانجليزية، والرواد باتوا كثرة تلفت النظر:
تعاقب كثيرون على الكتابة في المدونة، ولصغر المساحة نكتفي بعرض نصين. ومن الممكن متابعة المدونة أو مراسلتها عبر هذا الرابط.

http://www.insomniastories.com/

حكاية أولى: أبواب الحياة في غرفتي

على عكس وقوفي أمام باب العتمة. أخرجت رجلي مسرعاً. تغيرت الحرارة بالرغم من أن السماء لم تكن مشمسة. هكذا أحسست أيضا عندما دخلت العتمة. أحسست بالبرودة. هل للعتمة حرارة وللضوء حرارة ؟
ضحكات الأولاد كانت صاخبة. يتقاذفون الكرة بشكل فوضوي. الغبار يملأ المكان. تنسحب الغيمة التي غطت الشمس. ترتفع درجات الحرارة بعض الشيء. أسمع أصوات انفجارات. انظر إلى الأطفال، يكملون لعبهم. لا يأبهون لهذه الأصوات التي تصرع أذني. ارتسم ظل طائرة وسط الملعب.
ثوان وسقطت قذيفة خلف الأطفال. لم يتوقفوا. لا يزالون يكملون لعبهم. صعقني المشهد. كيف للاطفال الذين يبكون بمجرد سماع صوت قوي أن لا يبكوا أو يخافوا من انفجار قذيفةٍ لحظة ارتطامها في الأرض؟ كيف لي أنا ان أخاف من هذا الصوت وأشعر برعشة الموت وحبّ الحياة وهم لا يعيرون هذا الانفجار انتباهاً؟ ماذا لو سقطت هذه القذيفة في ملعبهم؟ هل سيتقاذفونها أم سيموتون؟ أتراهم يلعبون بأعمارهم الملفوفة على شكل كرة؟
قاماتهم متشابهة، إلا أن احدهم كان الأكثر نصاحة، كان يقف على حراسة المرمى، لا أدري لماذا هذا الانطباع عند جميع الأجيال، إن الناصح لا يصلح سوى لحراسة المرمى .

سليم اللوزي

http://goo.gl/KRjYR


حكاية ثانية: احتقان

مهما حاول الإنسان التفكير بنفسه فإنه لن ينجح في ذلك باليقظة! هذا ما توصلت إليه سمارة التي لم تنم اليوم بعد .الأفكار التي راودتها كثيرة اكبر من أن تستودعها في كتاب... كانت تستطيع أن تفعل أفضل مما يسمى «النوم». أحست أنها قادرة على الجري آلاف الأمتار والوصول إلى شواطئ غير موجودة إلا في الكتب الخيالية. فكّرت في السماء.. في زرقتها وغيومها.. فكرت بالعقل بالشجرة بالمخلوقات... لديها طاقة ضخمة. شعرت بذلك، لمسته بيديها، حركت يديها وأصابعها ورسمت دائرة على بطنها.. إنه منبع الطاقة التي تنفجر لتنشأ الأكوان، إنه الانفجار الأول الذي يتحدث عنه العلم. هل عليها أن تبقى في فراشها؟ معتقلة وسط أوهام وفلسفات عتيقة وتقاليد وأفكار قطيعية. لم تكن مجبرة على ذلك، لكن الفجر الذي بدأ بالانبثاق ذكرها بإنسانيتها، بأبسط حقوقها، بوجودية كينونتها! هل هي مادة كالخشب أو الحديد حاولت ربط حياتها بانبثاق الفجر، هل يستحق البشري هذا التجلي اليومي لحياته المكررة عبر كل يوم؟
هل يستحق الإنسان؟ إنها تعرف أن الفجر ينبثق والشمس تشرق من أجل من يستحقون، لكن المجتمع الذي يداوي الشمس بالظلام والظلام بالنوم والحرية بالقيود لا يستحق...

كنان القرحالي

http://goo.gl/WZ949