"منتدى الثلاثاء الثقافي": الاختلاف على الطريقة السعوديّة

يطرح «منتدى الثلاثاء الثقافي» وموقعه الالكتروني، رؤية نقيضة للصورة النمطية السلبية المتداولة حيال الأوضاع الثقافية في السعودية. فالمنتدى، الذي بدأ عمله منذ العام 2000، ويحيي هذه الأيام فعاليات موسمه الثالث عشر، دليل على حيوية نقاشية/ فكرية/ ثقافية تشهدها بعض أرجاء المملكة، وهي هنا منطقة القطيف، شرق السعودية. وهي حيوية لم تطل بعد المستوى السياسي المباشر في البلاد، ما يمكن فهمه وتفهّمه
2012-09-26

شارك

يطرح «منتدى الثلاثاء الثقافي» وموقعه الالكتروني، رؤية نقيضة للصورة النمطية السلبية المتداولة حيال الأوضاع الثقافية في السعودية. فالمنتدى، الذي بدأ عمله منذ العام 2000، ويحيي هذه الأيام فعاليات موسمه الثالث عشر، دليل على حيوية نقاشية/ فكرية/ ثقافية تشهدها بعض أرجاء المملكة، وهي هنا منطقة القطيف، شرق السعودية. وهي حيوية لم تطل بعد المستوى السياسي المباشر في البلاد، ما يمكن فهمه وتفهّمه في مملكة لا يزال حتى مبدأ الانتخاب فيها غائباً. المهم أن المفاجأة تكبر حين يدرك زائر الموقع، أن «منتدى الثلاثاء الثقافي» ليس الوحيد في المنطقة الشرقية (وإن كان أقدمها ومن أفضل الموجود)، وأنه يمكن العثور على العشرات من المنتديات المشابهة لعمله، كـ«منتدى القطيف الثقافي» و«ديوانية الملتقى الثقافي»، و«منتدى العوامية الثقافي» و«ملتقى الشرقية الثقافي»...
وعن ولادة المنتدى، فقد بدأ أعماله بجلسة أسبوعية «عفوية» (مساء كل ثلاثاء)، حين كانت المواضيع المطروحة «تنطلق من جو الجلسة وبما يشعر به الحضور من قضايا مهمة، وخاصة في الجانب الاجتماعي المحلي». ولاحقاً، تطوّرت برامج المنتدى لتتحول إلى «محاضرات مبرمجة وجلسات مفتوحة للحوار، تتمحور حول قضايا سياسية واجتماعية وحقوقية وفكرية مختلفة».
لقد تمكن المنتدى، منذ تأسس قبل 12 عاماً، من تحديد سقف مقبول لعمله، آخذاً بالاعتبار الوضعية الدقيقة لنشاطه في منطقة تعيش فيها غالبية شيعية، كانت ولا تزال مسرحاً لتحرُّكات سياسية وشعبية معارضة أودت بحياة بعض الناشطين. ويبدو السقف الذي التزم فيه راعي المنتدى، جعفر الشايب، وأعضاء اللجنة المنظمة (من بينهم محمد عبد الغفور الشيوخ، زكي عبد الله البحارنة، أسعد علي النمر) مقبولاً، وهو ما يظهر من خلال عناوين المحاضرات الفكرية والثقافية والسياسية التي يتابعها 68 ألف و912 زائرا عبر الموقع الالكتروني للمنتدى: «التحولات الديموقراطية: الآفاق والمعوقات»، و«قوانين الأحوال الشخصية والمرأة في العالم العربي»، و«الشيعة والاندماج الوطني»، فضلاً عن عدد من المحاضرات والندوات ذات الطابع الثقافي والفني والصحّي، تحتضنها أمسيات دورية تفتتح عامها الثالث عشر على التوالي. والأهم هي فكرة تأسيس «المنتدى»، القائمة على الحوار من موقع الاختلاف، والنقاش في الأمور المختلف حولها بحسب ما تشرحه النبذة التعريفية للموقع. هذا أيضاً ما تؤكّده بحق الموقع شهادات لشخصيات سعودية. فياسر آل غريب يقول عنه مثلاً: «أهم ما يتميز به هو اشتغاله الدؤوب واهتمامه اللافت للنظر بالانفتاح على الآخر وتأسيس مشروع الحوار الهادئ/ الهادف، وهو استطاع أن يكسر حواجز المناطقية، وأن يرمي الطائفية في سلة المهملات، وأن يجتاز عقبات الأيديولوجيا عبر استضافته العديد من المفكرين ورجال الدين والكتّاب والأدباء وأصحاب العمل الاجتماعي والهم الحقوقي من منابع شتى».
أرشيف الموقع بسيط ومحدَّث بشكل جيّد، ويمكن العثور في خانة «مكتبة الموقع» على محاضرات عدد من «مواسم» المنتدى، فضلاً عن تمكن «المنتدى»، بفضل نشاط موقعه الالكتروني والقيمين عليه، من حجز مكان دائم لأخباره ومحاضراته في الإعلام السعودي على الأقل.

www.thulatha.com