مطلوب القبض على الحب! صار الحب هو المجرم الوحيد! يؤلفونه للأفلام والروايات، توليفة لا يعرفونها ولا يعترفون بها. بعضهم يقول: أنا لا أومن بالحب، آخرون يستهينون بكل خفقة في قلب عاشق.هكذا أصبح الحب عارا نتنكر له ونخبئه إن أصابنا، كي لا نتحول هدفا لجواسيس الشر. الإسرائيلي يطلق الرصاص على المصلين في الأقصى بإيعاز من أعداء الحب. الأمريكي أباد الهنود الحمر الذين لم يكونوا سوى أطفال (بحسب تعبير لاس كاساس)، من أجل الذهب الأصفر.
العالم أباد العراق مهد الحضارات ومتحف كنوز بابل، من أجل الذهب الأسود. ماذا أيضا عن الذين يبيدون ملايين الفقراء التعساء حول العالم دون ذنب؟ هل هي رغبة الذئاب في التهام «اللحم الأحمر»؟!كل الحكاية بدأت عندما رفضنا يد الحب، هكذا بدأت الحرب على الحياة.
نستهين بمن يهدي وردة، ونسخر ممن يرسم قلبه لحبيبته، ونحتقر من يشعر بالسعادة. نقول عنهم باحتقار: «رومانسيين». نسينا أن أجمل الناس كانوا عشاقا، ومن العشق تركوا لنا إرثا ندهسه كل صباح تحت أقدام الكراهية: لوركا.. نيرودا.. درويش.. نزار.. بيكاسو ..تاركوفسكي.. فلليني.. روميو.. عنتر.. جميل.. عبلة.. بثينة.. جولييت.. وأنا.
محكمة...
ارتجفت الجدران من صوت العدالة في المحاكم الدولية، وغصت المطارات بحاشية هذا الزعيم وذاك الملك. منعت بوابات الأمم المتحدة الحديدية اندفاع المظاهرات المغلوبة على أمرها.
صرحت المنظمة هذه ونددت تلك ولم يسقط أي قناع. كل مصانع العولمة لم تعد تكفي لنسج بطانيات لمنظمات اللاجئين، ولم تعد المزارع تفي بغرض الجياع كما تقول منظمة الغذاء، لبس الأطفال سراويل الرجال وحملوا البنادق الثقيلة على أكتافهم الهشة، أو ظلوا بعورات مستباحة مقابل رغيف لجميع افراد العائلة يأكلونه على استحياء في عتمة المساء. أما النساء فقد تولت ادارة الـ (UN women) إيداعهن في سجونها التي تسميها «بيوت آمنة» بهدف حمايتهن من حـروبٍ، رجالُها فقراء، ويشعل نارها رجال أغنياء.
انتحار جماعي في حروب مدمرة، هذا هو مشهد العالم.
إن لم يقتل أحد منهم الآخر برصاصة، وضع له السم في كلمة أو في جملة أو ألحق به العار أو اخترع عنه كذبة تبقيه ذليلا ككلب وحيد. ماذا يفعل العشاق ومن تبقى من «أهل الحب» على هذه الغابة التي اسمها الأرض؟ يختبئون في غرف مهجورة، أو يلتحقون بطوابير النفوس التي تعفنت عندما قتلت الحب؟ «لا يحق لكِ رفع شعار لا نعرفه»، قال لي أحدهم. «لماذا»؟ سألتُ بدهشة:، قال:«هذا يحق فقط لمن مات». كان القائل هو المسؤول في (وكالة) ثقافية شعارها الإبداع والحب والجمال!
وآه يا قيس.آه يا ليلى.