منذ النكبة، تشن إسرائيل علينا حربًا اقتصاديّة؛ تسرق مواردنا الطبيعيّة الغنيّة، تغرّقنا بالفقر والبطالة، تسرق الضرائب منّا وتحرمنا من حقوقنا، تستغلنا كيدٍ عاملةٍ رخيصةٍ، وتضرب البنية التحتيّة لتمنعنا عن الإنتاج.
قضت إسرائيل على قطاعات اقتصاديّة واسعة: سرقت الأرض ومصادر المياه فحرمتنا من الزراعة، وخنقت القدس ويافا والخليل وسائر المدن التي اشتهرت بالصناعة، وقطعت قنوات التجارة بالحدود العسكريّة والحواجز والاستيلاء على الموانئ.
ليس هذا فقط. بل ضربت إسرائيل التكافل الاجتماعيّ فيما بيننا. صادرت أموال لجان الزكاة وسجنت من يديرها، أغلقت جمعيّات خيريّة تكفل اليتامى وتغيث العائلات المستورة، جرّمت مساندة عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، ووضعت قوانين تراقب كل قرشٍ في جيبنا حتّى تسرق منه ضريبةً تموّل الطائرات والقنابل لتقتلنا. وبعد هذا، أُغرِقَت بلدنا بالبنوك والديون ورؤوس الأموال وفجع الشركات الكبرى والسوق السوداء ومنظمات الإجرام، ودفعوا مجتمعنا إلى شراء المنتجات الإسرائيليّة أو المستوردة عبر إسرائيل.
لماذا فعلت إسرائيل كل هذا؟
لكي تمنعنا من أن نكون مستقلّين في لقمة عيشنا وفي حياتنا وفي تخطيطنا للمستقبل. أرادوا أن يرتبط الفلسطيني دائمًا بالاقتصاد الإسرائيليّ: أن نأكل ما يريدون لن أن نأكله، ونعيش كما يريدون لنا أن نعيش. يريدون أن نعمل أينما يسمح الإسرائيليّ، ونشتري أينما يريد الإسرائيلي.
بهذه الطريقة، أرادوا أن يحوّلونا إلى كائنات خانعة تغذّي اقتصادهم، وتزيد أرباحهم، حتّى تزدهر دولتهم على حُطام مستقبلنا.
العودة إلى "الاقتصاد العربي" في فلسطين
30-05-2021
لا بد لنا أن ندرك قوّتنا الاقتصاديّة الجبّارة حين نتّحد. وكان إضراب الكرامة والأمل في 18 أيّار مثالًا متواضعًا وهامًا على هذه القوّة الهائلة. ولكي نصنع هذه القوّة، علينا أن نبدأ بممارستها تدريجيًا، وبشكلٍ موحّدٍ يجمع كلّ الفلسطينيين أينما كانوا. وأن يقود كل إنسان فلسطينيّ دفّة المبادرة، من أجل أن نكون مجتمعًا مستقلًا ومتكافلًا يلبس مما ينسج ويأكل مما يزرع.
من هنا جاءت مبادرة أسبوع الاقتصاد الوطنيّ. نساند مصلحة أهلنا، نشتري من بلدنا، ونفضّل المنتج الفلسطيني.