برامج المقالب في العراق: من صنع الضحكة إلى الإرهاب

استمرت مظاهر العنف في برامج المقالب العراقية عاماً تلو عام، على الرغم من أن الكثير من المشاهدين كانوا يستهجنونها وينتقدونها. وانتهت متصاعدة في العنف والابتذال والسماجة الى "طلقة توني" و"طنب رسلان" اللذان أوقف بثها منذ أيام، في منتصف موسم رمضان، بعد انتقادات شديدة وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي..
2021-05-08

مبين الخشاني

كاتب من العراق


شارك
طلقة طوني، لقطة من احدى الحلقات.

يعتبر برنامج الكاميرا الخفية (Candid Camera) هو الأول الذي ظهر على شاشة التلفزيون، حيث بُثَّ عام 1948 على قناة (CBS) الأميركية، وكان قبلها قد بُثَّ على الراديو تحت اسم الميكروفون الخفي (The Candid Microphone) في 28 حزيران / يونيو 1947. واستمر هذا العرض التلفزيوني حتى العام 2004 حين توقف بعد أن أغلقت شبكة (PAX TV) التي انتقل إليها العرض عام2001. ثم عاد للظهور بحلقات جديدة مدتها ساعة على (TV LAND) في العام 2004. تضمّن العرض كاميرات مخفية تصور أشخاصاً عاديين يواجهون مواقف غير عادية، وترصد هذه الكاميرات ردود الأفعال، وبعد أن تنكشف الخدعة، يتم إخبار الضحايا باللازمة الشهيرة"ابتسم، أنت في الكاميرا الخفية"، لينتهي بذلك المقلب مع ابتسامة كبيرة. يعتبر كثيرون أن برامج الكاميرا الخفية، إضافةً للترفيه، فإنها تُعدُّ توثيقاً لحال بلد ما في فترة ما، من حيث مظاهر الحياة والمباني والشوارع والأزياء وأحوال المعيشة، ويمكن كذلك أن تكون وسيلةً للتعرف على مجتمع ما، من حيث سلوك أفراده وأخلاقهم وإنسانيتهم.

برامج المقالب في مصر: تحولات وتطورات

أما في الوطن العربي، فقد انطلقت هذه البرامج من خلال عرض "الكاميرا الخفية" الذي قدمه فؤاد المهندس في عام 1983، ومثَّل فيه إسماعيل يسري ومحمد جبر، وهو من إعداد وإخراج طارق زغلول، وإنتاج وكالة طارق نور. وقد عُرض في عدة دول، وحظي بنسب مشاهدة عالية. وتتميز برامج الكاميرا الخفية في الوطن العربي بأنها تُبثُّ يومياً في الموسم الرمضاني. كان برنامج المهندس يتضمن افتتاحيةً يقدمها بنفسه، ويعرّف من خلالها بمضمون الحلقة الذي يستهدف مواطناً وأحياناً بعض المشاهير، مثل حلقة سحر رامي التي تم إحياؤها من جديد بعد استذكارها من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي. استمر هذا البرنامج لسنوات حتى قدمه محمود الجندي، وكانت أفكاره تتنوع ويستعين بممثلين من ذوي الشهرة المحدودة، لكن البرنامج لم يلاقِ نجاحاً كبيراً كما تذكر وجيدة عبد اللطيف في مقالها "تاريخ برامج المقالب في مصر". وتذكر وجيدة بأن برنامج إبراهيم نصر بنسخه المتعددة كان هو الأشهر نظراً لتعدد شخصياته وأفكاره، حتى تم استثمار شخصيته الأشهر "زكية زكريا" في السينما. واستمرت هذه البرامج على وتيرة هادئة ولها مكانةٌ محفوظة من الأمسية الرمضانية في البيت العربي، مروراً بمقالب حسين الإمام حتى نصل إلى اللحظة الفارقة، سلسلة برامج رامز جلال المثيرة للجدل، والتي بدأت من"رامز قلب الأسد" 2011، "حتى"رامز عقله طار"2021. هذا الموسم، أحدث رامز طفرةً في برامج المقالب من خلال نسب المشاهدات العالية، إضافةً للجدل الذي يثيره كل موسم، حيث يواجه العديد من الانتقادات من عدة أطراف سواء كانوا فنانين إعلاميين، أو حتى من الجمهور العادي على مواقع التواصل الاجتماعي.

يعتمد رامز في برامجه على ثيمة استضافة أحد المشاهير، وتعريضه لموقف يثير الخوف والهلع من أجل رصد ردة فعله، وبعدها يصارَح الضيف من رامز نفسه، وتكون ردود الفعل عنيفةً أحياناً، مثلما حصل في حلقة سيرين عبد النور، حيث قام زوجها بتكسير معدات التصوير ومهاجمة كادر العمل، كذلك ردة فعل اللاعب شيكابالا التي كانت لا تخلو من العنف بعد أن كشف الخدعة مبكراً، وهاجم رامز والمصورين. ولأجل تجنب هذه المواقف، بدأ صنّاع البرنامج باعتماد آلية الاتفاق المسبق، حيث يكون لدى الضيف المشهور دراية بأنه مقبل على مقلب مع رامز، دون أن يعرف ماهي فكرته (1) ، وهذا ما أكده العديد من الفنانين مثل مايا دياب ومحمود حميدة وسواهما.

جرت برامج الكاميرا الخفية والمقالب - التي افتتحها في المنطقة العربية فؤاد المهندس عام 1983- على وتيرة هادئة، ولها مكانةٌ محفوظة من الأمسية الرمضانية، حتى وصلنا إلى اللحظة الفارقة، سلسلة برامج رامز جلال المثيرة للجدل، والتي بدأت من "رامز قلب الأسد" 2011، "حتى"رامز عقله طار"2021. 

تتضمن هذه الاتفاقات أجوراً عالية لقاء حضور النجوم للمقلب، حيث قيل أن أجر ظهور النجم الهندي العالمي شاروخان في نسخة "رامز تحت الأرض" كان خيالياً.

 يلاحظ أيضاً أن نسب المشاهدة تتفاوت حيث تبدأ عالية مع بداية كل موسم، وتنخفض تدريجياً بعد توالي الحلقات، فتتكشف الفكرة ويتبدد الفضول ويتسرب الملل لأجواء البرنامج. وما يؤكد ذلك هو تناقص ظهور الإعلانات تدريجياً مع التقدم في أيام الموسم الرمضاني.

بعد نجاح رامز على مستوى المشاهدات والإعلانات، دخل الكثير من الفنانين على خط المقالب، لكن تجاربهم لم تكن بالمستوى نفسه من النجاح والمشاهدة، بل قوبلت بازدراء المشاهدين الذين بقوا يتصيدون الأخطاء التي يقع بها صنّاع هذه البرامج، وهي تكشف أحياناً فبركتها. لذلك فإن هذه البرامج تنتهي، بينما يظل رامز مستمراً في لعبته التي تثير الهلع في نفوس ضيوفه، وتحقق الكثير من المشاهدات والأرباح.

برامج المقالب في العراق: العنف سمة أساسية

بدأت برامج المقالب في العراق متأخرةً، حيث عرض في العام1997 برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يقدمه هاشم سلمان ونورا سعيد، وإخراج عادل داوود سلمان، وكان من إعداد وتمثيل يوسف جمعة، ويشاركه أيضاً سامي شوكت ومحمد إبراهيم. كان البرنامج غنياً بالفقرات، وفقرته الرئيسة كانت استضافة أحد مشاهير الفن أو الأدب والرياضة. ويقوم يوسف بلعب دور المجنون ببراعة شديدة حتى يقتنع الضيف تماماً، إضافةً إلى ذلك فهو يقوم ببعض ألعاب الخفة، وكذلك يوهم ضيوفه بأنه يقرأ الطالع. تتخلل هذه الفقرات فواصل موسيقية واستعراضية إضافةً إلى فواصل كان يقلد فيها يوسف أصوات بعض المطربين المشاهير. وحقق هذا البرنامج وقتها شهرة كبيرة.

بعد 2003 حاول هاشم سلمان تكرار تجربة الكاميرا الخفية في الموسم الرمضاني من خلال بعض البرامج على "قناة العراقية"، لكنها لم تحقق شهرةً، وبقي هذا النوع من البرامج مغموراً حتى العام 2009، حيث ظهر برنامج "خلّ نبوكا"على قناة البغدادية، وهو من تقديم الإعلاميين علي الخالدي وهبة نبيل، أما الإعداد والإخراج فكان لرأفت البدر. تظهر سمات العنف بدايةً من العنوان مزدوج المعنى الذي يشير إلى معتقل "بوكا" في البصرة والذي كان تحت سيطرة القوات الأمريكية. كذلك كان ديكور الاستوديو على شكل معتقل، معلقةٌ على حيطانه أدوات التعذيب، ويلعب المقدم حازم دور المحقق الذي يستفز الضيف الفنان، ويعذبه بأسئلته حتى يخرجه عن السيطرة على نفسه، فيقْدم الضيف على ضرب المقدم والاعتداء عليه لفظياً وجسدياً. وكان المخرج يحرص على تسجيل موقف الاعتداء لأنه لم يكن يوقف المقلب دون أن يحصل اعتداءٌ بالضرب من قبل الضيف. حقق البرنامج شهرة كبيرة وقتها، وأصبح مقدمه علي الخالدي نجماً في الإعلام العراقي، وحاول استثمار هذا النجاح مرات عديدة من خلال تكرار برنامج المقالب بأفكار جديدة، حيث قدم في السنة التالية ( 2010) على القناة نفسها الموسم الثاني من البرنامج تحت اسم "يلا نبوكا" وكانت فكرته أن يستضيف أحد الفنانين بسيارته، وبعدها يمرون على نقطة أمنية تفتشهم ليجدوا في سيارة الفنان الضيف عبوةً ناسفة، ويحتجزون الفنان ويكيلون له الشتائم والتوبيخ، بينما يقوم فريق من الجيش بمحاولة تفكيك العبوة. وبذلك تكون قد تعاونت قوات الأمن والإعلام على تكريس فكرة العنف وإبرازه كسمة أساسية للمجتمع العراقي.

بدأت برامج المقالب في العراق متأخرةً، فعرض في العام1997 برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يقدمه هاشم سلمان ونورا سعيد، ومن إعداد وتمثيل يوسف جمعة. كان البرنامج غنياً، فقرته الرئيسة استضافة أحد مشاهير الفن أو الأدب والرياضة. ويقوم يوسف بلعب دور المجنون ببراعة شديدة حتى يقتنع الضيف تماماً، كما يقوم ببعض ألعاب الخفة، ويوهم ضيوفه بأنه يقرأ الطالع.. 

استمرت مظاهر العنف في برامج المقالب العراقية عاماً تلو عام، دون أي محاولة جادة لإيقافها، خصوصاً أن الكثير من المشاهدين كانوا يستهجنونها وينتقدونها. في 2015 بثت قناة "العراقية" - وهي القناة الحكومية الرسمية - برنامج مقالب رمضاني قدمه الفنان حافظ لعيبي وفكرته أيضاً كانت لا تخلو من العنف، حيث تتم فبركة خطوبة لحافظ لعيبي، ويجلب معه أحد الفنانين ثم يتفاجأ الضيف باتهام من حافظ لعيبي له بخيانته مع خطيبته، بعد أن تترك له رسالة مع كأس العصير، ليبدأ بعدها مسلسل العنف. حتى إنه في أحد الحلقات شجَّ أحد الضيوف رأسه بعد أن كسر كأس العصير وضرب نفسه، فسال الدم على وجهه، وهذه طريقة يراد بها إثبات تعرضه للتعدي أمام القانون المدني والقانون العشائري.

فمن أين يتأتى اعتقاد صناع هذه البرامج بأنهم يقدمون محتوًى لإمتاع المشاهد العراقي متبجحين بكليشيه يتكرر في كل البرامج من هذا النوع، وهو "رسم البسمة على وجوه العائلة العراقية". هذه البرامج تثير النفور لدى العائلة العراقية، وتحاول دائماً أن تحمي أطفالها من هذه المظاهر لأجل أن تطوي صفحة العنف والدم (2).

اسفاف وسماجة وعنف

يأبى صناع المهزلة الإقرار بذلك، ويكررون أنفسهم، فقاموا بتقديم مقلب آخر في العام 2018 كذلك على قناة "العراقية" الرسمية، وأيضاً كانت فكرة البرنامج عنيفةً: حفل زفاف لابن الفنان حافظ لعيبي الذي كالعادة يستقدم أحد زملائه ليكون ضحية مقلبه الجديد، ويحصل في الزفاف إطلاق نار مفبرك، فتصيب إحدى الرصاصات شخصاً ما وتقتله، فيحضر أهل القتيل من أجل إدانة القاتل، وتحصل مجاذبات وصراع لفظي وجسدي مع الفنان الضيف. وعلى هذا الإيقاع استمرت برامج المقالب كل عام تدور في فلك العنف والرثاثة. والعجيب أنه على الرغم من استهجانها من قبل أغلب المشاهدين، إلا أن الماكينات الإعلامية تصر على إنتاجها وتقديمها للمشاهد الذي سئم هذه السماجة، ويعتبرها إهانةً له ولذكائه. ومع كل موسم تزداد نسبة العنف ومظاهره، إضافةً إلى إهانة قوات الأمن، وتسخيف دور القانون كما في برنامج "دقلات" الذي عرض في العام 2019 على قناة "الديار" حيث يتم اتهام الضيف بأنه يحمل مواد مخدرة ويجعلونه يصطدم مع ممثلين يؤدون دور قوات أمنية. وأغلب الضيوف، وهم من المشاهير، يستهزئون بقوات الأمن بل أحياناً يعتدون عليهم ويهددونهم. كذلك تكرر أكثر من مرة مظهر إشهار السلاح من قبل الضيف الضحية، كما حصل مع كاتب الأغاني علي الفريداوي والفنان خضير أبو العباس، على الرغم أن البرامج كانت مفبركة وباتفاق سابق معهما، كما تبين بعض الهفوات الإخراجية التي كشفها المتابعون.

حَفِل الموسم الرمضاني الحالي بالكثير من برامج المقالب العراقية، لكن هذه المرة زادت جرعة العنف، وحُمّلت البرامج بخطابات سياسية. جوبهت هذه البرامج برفض كبير من المشاهدين، عكسه التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي. كان الرفض موجهاً لبرنامجين هما "طنب رسلان" و"طلقة توني" اللذان قررت "هيئة الاعلام والاتصالات" العراقية ايقاف بثهما في 3 ايار/ مايو وقبل انتهاء عرضهما خلال رمضان ل"مخالفتهما لوائح البث الاعلامي".

في 2009 ظهر برنامج "خلّ ن بوكا" الحافل بالعنف بدءاً من العنوان الذي يشير إلى معتقل "بوكا" في البصرة (الذي كان تحت سيطرة القوات الأمريكية). وكان ديكور الاستوديو على شكل معتقل، معلقةٌ على حيطانه أدوات التعذيب. ويلعب المقدم دور المحقق الذي يستفز الضيف، ويعذبه بأسئلته حتى يخرجه عن السيطرة على نفسه، فيقْدم على ضرب المقدم والاعتداء عليه لفظياً وجسدياً. 

أما الأول فهو محاولة بروباغندا للفصائل المسلحة، لكنها جاءت بنتائج سلبية لكون الفكرة كانت عنيفةً، وتعرض الضيوف خلالها للخطف والاعتداء، مع الكثير من المواقف المؤذية والمخجلة، التي تثير الهلع فيهم والشفقة عليهم. لكنهم بالنهاية جزءٌ من هذه المهزلة لأنهم وافقوا على الظهور بهذا الشكل الرث، حتى إن إحدى الفنانات تم تكريمها بسيارة بعد أن نكأ البرنامج جراحها لأن أخاها الجندي استشهد سابقاً في الحرب ضد داعش.

صار البرنامج مثار جدل كبير، وقام ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي بحملة لإيقافه تحت هاشتاك #طنب_رسلان_برنامج_إرهابي.

 في مداخلة له خلال برنامج جعفر توك على قناة (DW) الألمانية، قال الكاتب والصحافي محمود جمعة "إنه برنامج إرهابي بامتياز لأنه قائمٌ على الترويع والترهيب، إذ لم تمضِ سوى ثلاث سنوات على دحر داعش، ثم تأتي قناة تلفزيونية تكرّس أفعال داعش نفسها. ما زالت جراحنا تقطر دماً من مخلّفات داعش، وهذا البرنامج هو محاولةٌ لتلميع صورة الفصائل المسلحة لجعلها المخلص والمنقذ".

أما البرنامج الثاني فهو لا يختلف عن البرامج التي قُدمت في السنوات السابقة. الأسطوانة المشروخة تتكرر، حيث يسقط مقدم البرنامج جراء رصاصة طائشة، ويبقى ينازع على الأرض أمام هلع الضيف وذهوله. وفي إحدى الحلقات استضاف لاعب المنتخب العراقي لكرة القدم أيمن حسين، وبعدما اكتشف هذا الخير المقلب مبكراً، أمسك بخناق المقدِّم واعتدى عليه بالضرب وهو يردد "كتْلك لا تسويها وياي" ("قلتُ لك ألا تفعلها معي")، إذ يبدو أنه سئم من مقالب توني حتى أبرحه ضرباً هذه المرة في مشهد عنيف ويؤذي كل من يشاهده. إلا أن الكثير من المشاهدين قد أشعرهم المشهد بالراحة فشجعوا أيمن على فعلته، لأنهم كانوا يرونه ضرباً مستحقاً! وهذا الأمر نفسه هو نتيجة فورية وسريعة لهذه البرامج التي تكرس العنف وتجعله يُشعر المشاهدين بالرضا!

______________

1) https://youtu.be/t_u0ls4Qh94
 https://youtu.be/B_pNR25uqQE
2) https://youtu.be/gjXxgNeMx40 

مقالات من العراق

"شنكَال"؟

فؤاد الحسن 2024-12-23

لا يقبل الدين الإيزيدي الراغبين في الانتماء إليه، الذين لم يولدوا لأبوَين إيزيديين. وهو بذلك، كديانة، ليست تبشيرية، ولا نبي أو رسول للإيزيديين، وهذا ما يجعل علاقتهم مباشِرة مع خالقهم،...

سجون "الأسد" وسجون "صدام حسين"

ديمة ياسين 2024-12-12

لا أزال إلى اليوم لا أستطيع النظر طويلاً إلى الصور التي التُقِطتْ لوالدي في أول يوم له بعد خروجه من المعتقل، وهو يجلس تاركاً مسافة بيننا وبينه، وتلك النظرة في...

بغداد وأشباحٌ أخرى

نبيل صالح 2024-12-01

عُدتُ إلى بغداد ولم أعد. تركتُ قُبلةً على قبر أُمي ورحلتُ. ما حدث ويحدث لبغداد بعد الغزو الذي قادته جيوش الولايات المتحدة الأمريكية، هو انتقامٌ من الأسلاف والتاريخ معاً.

للكاتب نفسه

تحت ظلال الكارثة

قال شاعرٌ ما مرةً: "الخوف متراس". وافترضَ آخر أننا يجب أن نشعر بالامتنان الدائم لأسلافنا الخائفين، لأن خوفهم كان هو سبيل نجاتهم، فقد حفظ حياتهم وجنبهم الكوارث والحروب، وبعدها تكاثروا...