هل يفوز جمال عبد الناصر برئاسة مصر 2014؟

يحاول مرشحا الرئاسة في مصر، عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ، كُل بحسب خلفيته، استعادة بعض من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويحاول المؤيدون لكليهما تصدير الصورة التي يقترن فيها اسم مرشحهم به كي يقتنصوا بعضاً من شعبيته الجارفة التي كانت وما زالت قائمة. ويظل التساؤل: أين عبد الناصر بالفعل منهما؟زيّ عبد الناصر العسكرييحاول المشير السيسي استعادة زيّ عبدالناصر العسكري
2014-05-27

أحمد عبد العليم

كاتب وباحث سياسي من مصر


شارك
من الانترنت

يحاول مرشحا الرئاسة في مصر، عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ، كُل بحسب خلفيته، استعادة بعض من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويحاول المؤيدون لكليهما تصدير الصورة التي يقترن فيها اسم مرشحهم به كي يقتنصوا بعضاً من شعبيته الجارفة التي كانت وما زالت قائمة. ويظل التساؤل: أين عبد الناصر بالفعل منهما؟

زيّ عبد الناصر العسكري

يحاول المشير السيسي استعادة زيّ عبدالناصر العسكري الذي يؤكد على قيمة وأهمية المؤسسة العسكرية وعلى رفضه التام لعودة الإخوان المسلمين للحياة السياسية. وهو هنا يقف على خط التماس مع ما فعله عبد الناصر ضد الإخوان، وأنهما معاً يشكلان أكبر أعداء مشروع الإخوان السياسي في تاريخ مصر الحديث. وكذلك يستغل السيسي حب المصريين واحترامهم للمؤسسة العسكرية من أجل الحصول على شعبية أكبر، ولعل اختيار المشير بأن يعلن ترشحه للرئاسة بزيّه العسكري الرسمي تجسيد لذلك. ويؤكد الرجل على رفضه التام لكلمة "العسكر" (التي تمتلك حمولة سلبية وتبرز الجانب القمعي أو التسلطي)، والتي كان يستخدمها البعض من أجل الهجوم على المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد "ثورة يناير 2011"، حتى أنه تخلّى عن هدوئه المعتاد ورفض تلفظ المذيع بتلك الكلمة حين سأله عنها في لقاء تلفزيوني وقال له نصا: "مش هسمحلك تقول كلمة العسكر مرة تانية".

زيّ عبد الناصر الاجتماعي

في الانتخابات الرئاسية السابقة، كان حمدين صبّاحي يُمثّل للكثيرين من مؤيديه أو حتى من غيرهم، الشخصية الأقرب لعبد الناصر، بحديثه الدائم عن الفقراء والفلاحين والعمال. ويحاول حمدين ومن معه في حملته تأكيد ذلك خلال حملة دعايته الحالية للانتخابات الرئاسية، من خلال عدة أمور من أهمها تأكيده على توزيع فدان على كل شاب، وهو شبيه بقانون الإصلاح الزراعي الذي أصدره عبد الناصر في جانب توزيع الأراضي. كذلك فهو حريص في جولاته المختلفة على زيارة العمال كما حدث سواء في محافظتي الغربية والبحيرة، وهو يعلم قوتهم التصويتية وحبهم لعبد الناصر - لدرجة أن العمال في الأول من أيار/مايو الأخير ذهبوا للاحتفال بعيدهم في ضريح عبد الناصر. وقد أكّد صباحي على استعادة حقوقهم التي منحها لهم عبد الناصر يوما.

عائلة عبد الناصر

ظلّ حمدين صباحي ولفترات طويلة الأقرب سياسيا لعائلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى أنها دعمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ولكن تحوُّلاً كبيراً في موقف العائلة حدث بعد الإطاحة بحكم الإخوان، فأعلنت دعمها للمشير السيسي، بل أن نجل عبد الناصر، عبد الحكيم، أعلن في حوار له مع جريدة المصري اليوم أن "عائلة عبد الناصر هي أول مَن دعا المشير السيسي إلى الترشح للرئاسة"، وأضاف أن السيسي هو رجل المرحلة نظرا لما تمر به مصر خاصة من إرهاب جماعة الإخوان وحلفائها. وبما يخص حمدين صباحي، الذي يظل " أخا وصديقا"، قال أن موقفهم هذا لا يعني التخلّي عن الرجل الناصري، إلا أن المرحلة تتطلب رجلاً عسكرياً.

أين عبد الناصر؟

التاريخ قد يُعيد نفسه على مستوى الأحداث لكنه لا يُعيد نفسه أبدا على مستوى الأشخاص، فلا صباحي ولا السيسي يمتلك أياً منهما كاريزما الرجل ولا شخصيته المبهرة، حتى أن المرشح السيسي بعد ظهوره في أول لقاء تلفزيوني راح يخفف من ظهوره ولوحظ تحوُّل عدد ممن كانوا يؤيدونه أو يفضلون المقاطعة إلى تأييد حمدين صباحي، وهو مؤشر يوضح أن ثمة فارق هائل بين وزير الدفاع صاحب القدرة على الإطاحة بالإخوان وبين المشير الذي هو مرشح للرئاسة يتحدث عما يمكن أن يفعله للمصريين في حال فوزه... خاصة في ظل ظروف عصيبة تمر بها مصر تتطلب ما هو مختلف عن أحاديث الحب والعواطف. ورغم أن نتائج الانتخابات القادمة قد تكون محسومة سلفاً وواضحة، إلا أنه، وحتى يتم إعلان اسم رئيس مصر القادم، فسيظل عبد الناصر هو الفائز الأكبر في تلك الانتخابات، على الرغم من أنه لن يعود من جديد!

مقالات من مصر

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

في مصر يمكنك فقط الاختيار بين سجن صغير وآخر أكبر

إيمان عوف 2024-12-09

تحوّل القانون رقم (73) لسنة 2021، الذي يتيح فصل الموظفين المتعاطين للمخدرات، إلى أداة لملاحقة العمال والنشطاء النقابيين العماليين، والنشطاء السياسيين والصحافيين. وعلى الرغم من اعتراض النقابات والجهات الحقوقية على...

للكاتب نفسه

المرأة المصرية واعظة بالمسجد

قررت وزارة الأوقاف تعيين 144 امرأة واعظات في المساجد كجزء من "تجديد الخطاب الديني" الذي دعا اليه الرئيس السيسي. المبادرة تبدو شكلية بالنظر للاشتراطات المصاحبة لها ولوجود  110 آلاف مسجد...