كانت القدس حدث الأسبوعَين الأخيرين.. على شاشات التلفزة، في نشرات الأخبار والصحف، وعلى وسائل التواصل. عادت المدينة بأهلِها إلى حيّز الاهتمام والتأمل. ومع انتشار صورها وأخبار هبّتها، استيقظ شعور عميق بالفخر والفرح كان الناس بأمسّ الحاجة إليه.
القدس: مجتمع يتمرّد على الكارثة
24-04-2021
القدس عالية
29-01-2015
يخوض المقدسيون منذ بداية شهر رمضان معركة هويّة حقيقية ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياسات تهويد المدينة التي لا تنفكّ تتمادى، وتعبث، وتجد سبلاً جديدة في دفع أجندتها غير الخفية على أحد. وقد كان آخر عبثها قرار جيش الاحتلال إغلاق ساحة باب العامود أمام تجمّعات الفلسطينيين ونشاطاتهم أثناء شهر رمضان – وهي الساحة التي تحولت على مرّ السنين إلى حضن شعبي لاحتفالات وزينة ومناسبات هذا الشهر الاجتماعية بالنسبة للمقدسيين.
هكذا تحولت ليالي رمضان إلى عكس ما أملته "إسرائيل" تماماً. وبدل أن يتوارى المقدسيون تماماً بعد غروب الشمس ويلزموا بيوتهم محرومين من أمسيات باب العامود، هبّوا بشكلٍ أكبر وتدفقوا في الشوارع متصدّين في الوقت نفسه لمحاولات المستوطنين (صارخين "الموت للعرب!") الاعتداء على أهل المدينة. وتصدوا لجيش الاحتلال الذي وضع السواتر الحديدية ونقاط المراقبة في محيط باب العامود التاريخي المفضي حيوياً إلى قلب المدينة العتيقة.
وعلى الرغم من جرح واعتقال العشرات منهم، حققت الهبّة في أسبوعين من الزمن انتصاراً للمدينة بإجبارها جيش الاحتلال على التراجع عن السواتر الحديدية وإزالتها في 25 نيسان/ أبريل 2021. استعاد المقدسيون ساحاتهم في باب العامود بفضل انتفاضهم العفوي الكبير، وبلا منّة من أحد، ما حوّل الشوارع والساحات إلى مساحات احتفال مستحَقّ.
نضال الأهالي مستمر بشكل يومي في القدس ضد المشروع الصهيوني للتهويد وكسر شوكة المقدسيين -والفلسطينيين عموماً - وتقييد حركتهم. وهذا يقول أنّ مدينة القدس من لحم ودم، وفعالية مذهلة تتجاوز رمزيتها في الأغنيات وجمودها في المخيلة. مدينة حية.