"المشهد التونسي" هو أحد الأبناء الشرعيين للثورة التونسية. وُلد في آذار/مارس 2011 كموقع إلكتروني شامل، يشرف على إدارته وتفعيله مجموعة من الشباب والشابات التونسيين ممن شاركوا في فعاليات الثورة بأشكال متعددة، إعلامية خصوصاً. لماذا المشروع، وتونس تعجّ بالمنابر الاعلامية الجديدة، الالكترونية منها والورقية؟ يأتي الجواب في باب "الخطّ التحريري" للموقع: همّنا تفعيل "إعلام المواطنة". الموقع هو بالأساس "لقاء لمجموعة من المدوّنين، الذين كانوا ناشطين في زمن الديكتاتوريّة في الحملات ضدّ الحَجْب، وساهموا أثناء الثورة في نشر المواد الاعلامية" بحسب الخانة التي تعرِّف بالموقع. يُعرب 36 ألفا و639 شخصا عن إعجابهم بالموقع على "فايسبوك"، ويتابعه 1268 شخصا على "تويتر". جزء من مؤسسي الموقع كانوا نجوم صفحة "وكالة أنباء تحرّكات الشارع التونسي" التي أدّت دوراً في الثورة ضد زين العابدين بن علي. وهم يشهرون انحيازهم لدعم "أهداف الثورة" في "الحرّية والتشغيل والعدالة الاجتماعيّة والكرامة الوطنيّة". يترافق هذا "الاعتراف" بوعي لخطورة فقدان المهنية في العمل الاعلامي. لذلك نجد تشديداً على احترام أصول الأخلاق المهنية في الاعلام الالكتروني الذي يتيح إيصال المعلومة "بسهولة وبمصاريف معقولة".
في خانة "اقتصاد"، تحديث يومي لأخبار ومواضيع، لكن قسمه الاكبر لا يقترب مما يفترض أن يجده المتصفح لـ"المشهد التونسي"، أي معالجات من منطلق "الاقتصاد الاجتماعي" الذي يخص هموم الناس. وهذا نقص بيِّن. وهكذا يبقى الطابع العام هو الخبري الصرف، غير المثير لحماسة القراءة عادةً. أما في فقرة "جهات" (مناطق)، فيجد الزائر ما يبحث عنه من أنباء الجهات والولايات التونسية.
يبدأ تميُّز "المشهد التونسي" في خانة "سياسة"، التي تشير إلى السياسة التونسية المحلية. تكثر هنا المواضيع الحصرية، الممتلئة بالمعلومات الخاصة. يفرد الموقع زاوية لمقالات هيئة التحرير، وأكثرهم نشاطاً هم: غسان بن خليفة وأحمد الزوابي وكريم مرزوقي وأمين الطرابلسي ونضال الكحلاوي وأسامة ذياب وشادية السلطاني...
وفي محاولة منهم لربط القول بالفعل في ما يتعلق بالشفافية والأخلاق المهنية، قرّر شباب وشابات "المشهد التونسي" رفض استمرار مساهمة أي شخص في الموقع إن تولّى منصباً سياسياً أو رسمياً، وهو ما حصل مع كل من عدنان منصر ووسام التليلي وشاكر بوعجيلة ووليد حدّوق وطارق الكحلاوي، الذين كانوا مساهمين في الموقع قبل أن ينتقلوا إلى الحيّز الوظيفي الرسمي أو السياسي الحزبي. "التقشف" المالي ظاهر في عمل الموقع، كون شباب "المشهد التونسي" لا يحصلون على أي تمويل عمومي أو خاصّ. إذاً، حتى اليوم، لا يضمّ فريق العمل غير المتطوّعين من المدوّنين والصحافيين والكتّاب، مع السعي إلى "انتداب صحافيين يعملون بمقابل (مادي) مستقبلاً".
مراكز أبحاث
المشهد التونسي: صحافة المواطَنة
"المشهد التونسي" هو أحد الأبناء الشرعيين للثورة التونسية. وُلد في آذار/مارس 2011 كموقع إلكتروني شامل، يشرف على إدارته وتفعيله مجموعة من الشباب والشابات التونسيين ممن شاركوا في فعاليات الثورة بأشكال متعددة، إعلامية خصوصاً. لماذا المشروع، وتونس تعجّ بالمنابر الاعلامية الجديدة، الالكترونية منها والورقية؟ يأتي الجواب في باب "الخطّ التحريري" للموقع: همّنا تفعيل "إعلام المواطنة". الموقع هو بالأساس
2012-09-12
شارك