يوم 17 آذار/ مارس 2021 كان اليوم المنتظَر: يوم النطق بالحكم على سناء سيف، يوم أملٍ موعود واحتمال حريّة منشودة. يوم لمّة العائلة في قاعة محكمة رمادية، ولمّة الأصحاب للدعم على وسائل التواصل الاجتماعي...
يوم 17 آذار /مارس كان يوم الخيبة وتجديد الظلم. حُكم على الناشطة السياسية سناء سيف بالسجن 18 شهراً بتهمٍ يمكن أن يٌقال أنها ملفّقة تماماً: نشر أخبار كاذبة قد تتسبب في إشاعة الذعر وإطلاق مزاعم مزيّفة عن انتشار فيروس كورونا في السجون، وإساءة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية مشاركتها مع نشطاء في إطلاق حملة "في وَباء، طلّعوا السجناء" على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُطالب بالإفراج عن المعتقلين وسط مخاوف من انتشار فيروس كورونا في السجون المصرية.
سناء هي مولّفة أفلام سينمائية، عملت سابقاً على فيلم "الميدان" الذي وثّق "ثورة يناير" في مصر، وتمّ ترشيحه للأوسكار، وهي ناشطة بارزة من عائلة مناضلة لطالما انخرط أفرادها في المشاركة في "ثورة يناير 2011" وفي الميدانين الحقوقي السياسي.
يجري في مصر.. يجري كل يوم
25-06-2020
كانت السلطات قد اعتقلت سناء يوم 23 حزيران/ يونيو 2020 خارج مكتب النائب العام لدى محاولتها تقديم شكوى بشأن اعتداء جسدي وسحل كانت قد تعرّضت له أمام سجن طرّة، هي ووالدتها، أثناء تقديم العائلة لشكوى حول ظروف اعتقال أخيها علاء عبد الفتاح، أحد أبرز النشطاء المصريين، ولأجل المطالبة بحق التواصل معه وفق القانون. لكنّ الظلم والتعسف امتدّا ليشملا الأخ والأخت في زنازين الاعتقال...
سبقت جلسة المحكمة هذه حملة تضامن واسعة، تضمنّت خطاباً يطالب بالإطلاق الفوري للناشطة سناء سيف، وقّعت عليه شخصيات مشهورة مِن ممثلين سينمائيين، مثل جودي دينش وداني غلوفر وجولييت بينوش، والمخرج كين لوتش، وكتّاب ومفكرون مثل نعوم تشومسكي وأرونداتي روي، بالإضافة للكاتب الراحل مريد البرغوثي.
إذاً، تنتظر عائلة سناء وعلاء مجدداً جلسة جديدة وأملاً جديداً، فيما أعمار شبابها تضيع بين سجن ومحكمة وأحكام جائرة. "مصر السيسي كابوس"، كتبت منى سيف، شقيقة سناء، على تويتر بعد قرار المحكمة، "بلد بشعة مصرّة تخطف عمر إخواتي جُوّه سجونهم المعفّنة"...