لا نقول حرة، لانها وعائلتها ممنوعون من السفر، وهي ممنوعة من الاتصال بالاعلام ومن ممارسة أي نشاط عام، وتخضع لفترة "اختبار"، اي هو افراج مشروط. وهي ليست حرة لأنها، كما اعتقلت تعسفياً وبتهم مضحكة ("الاضرار بالامن الوطني"، "الاتصال بقوى خارجية" وهلم جرا) ثبتتها تمثيلية شكلية أسموها "المحكمة"، فقد تتربص بها كل أنواع المخاطر.
مبروك للجين، وعساها تنعم بصوت أفراد عائلتها الذي افتقدته في المعتقل كما قالت. وهي أطلقت بفضل تحولها الى رمز للصمود بوجه التعسف والكيدية، والى وجه واسم معروفان عالمياً، تطالب بسلامتها وحريتها منصات اعلامية وحقوقية ودبلوماسية.
ولكن بقيتْ الاخريات! وبينهن سيدات لم يعدن في مقتبل العمر كما هي لجين، وهن على ذلك استاذات جليلات ومعروفات: عزيزة اليوسف وهتون الفاسي، المتهمات ب"التجاوز على الثوابت"، وبينهن شابات يشبهن لجين كما هي إيمان النفجان ونوف عبد العزيز وميساء الزهراني، وبينهن من بدا أنه يواجه خطر الاعدام كإسراء الغمغام لأنها اثارت قضية الاضطهاد اللاحق بالأقلية الشيعية، وبينهن من تخطى المطالبة بحقوق النساء الأولية، كحقها في قيادة السيارة، الى إدانة وضعها تحت وصاية الرجل والمطالبة بالغاء هذا العيب، وأبرز الاصوات في هذا الشأن هي نسيمة السادة وسمر بدوي.. هل نسينا أحداً؟ لا يمكن الجزم! فإن كان تكرار اسمائهن تعويذة ضد النسيان وضد خطر اهمالهن، إلا أن الاعتباط يمكنه أن يضع معتقلين ومعتقلات في السجون من دون دراية أحد.