تونس: "جانفي" البارد.. "جانفي" الساخن

2021-01-22

شارك
مواجهات ليلية في "حي التضامن"، العاصمة تونس. تصوير: ياسين القايدي، وكالة الأناضول.

مرة أخرى، يأتي "جانفي" (كانون الثاني/يناير حسب التقويم المعتمد في تونس) محملاً بعناقيد الغضب. في الذكرى العاشرة لاندلاع الثورة التونسية وانطلاقة "الربيع العربي"، تعيش البلاد شتاء ساخناً آخر. وعلى الرغم من حدة الموجة الوبائية، وحالة الحجر الصحي، وحظر التجول، تشهد تونس منذ أيام حركة احتجاجية مختلفة الأشكال والحدة. تتعدد الأسباب العميقة لهذا الغضب، لكن الشرارة انطلقت في محافظة سليانة يوم 14 كانون الثاني/ يناير عندما أهان شرطي راعي أغنام شاب، مما أثار سخط الشباب هناك، فخرجوا للاحتجاج الذي تحول إلى مواجهة مع قوات البوليس. في الأيام التالية اتسعت دائرة التظاهرات لتشمل عدة مدن أبرزها العاصمة تونس والقصرين وبنزرت وسوسة.. والقائمة تطول..

تصوير فتحي بلعيد، وكالة فرانس برس.
تصوير فتحي بلعيد، وكالة فرانس برس.

ويتركز هذا الحراك، الليلي بالأساس و"الصامت" (بلا شعارات)، في الأحياء الشعبية حيث يخرج شباب المناطق الأكثر فقراً وتهميشاً الى الشوارع مع حلول الليل، ويحرقون العجلات، ويتصادمون مع القوات الأمنية وعرباتها ومدرعاتها المدججة، ويتلقون قنابل الغاز المسيّل للدموع. وعلى هامشها، تُسجّل أحياناً حالات - أو محاولات - اقتحام لمحلات تجارية وفروع بنكية. اعتقل أكثر من 1000 شاب، ووثقت صور وفيديوهات استعمال العنف المفرط من قبل البوليس.

خرجت كذلك مسيرات "نهارية" داعمة للتحركات الليلية ومطالِبة باستكمال المسار الثوري واسقاط الحكومة الحالية. وعلى الرغم من سلميتها، فإن بعضها جوبه بحصار بوليسي وغاز مسيّل للدموع.

مظاهرة في العاصمة تونس، تصوير: محمد كريت.
مظاهرة في مدينة سوسة. تصوير: علي الزواري

وسوم: العدد 432

مقالات من العالم العربي

لهيب غزّة الذي يلسع العالم..

2025-05-29

هنا يتوقف الكلام. كلّ إضافةٍ تبدو فائضة، وربما وقحة.. لا شيءَ يُضاف إلى الأهوال التي تقولها صورة الطفلة ورد وهي تعبر خلال ألسنة اللهب – تلكَ الكافية لإحراق عيون الكوكب.

الرحلة السلافية إلى الديار النابلسية: في الطريق إلى الناصرة

فُرِضتْ الانجليزية والفرنسية على أهل بلدان المشرق بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب الكونية (1914-1918)، وقد اتخذ الاحتلال الإنكليزي–الفرنسي للبلاد طابع "الانتداب"، وكان ممهِّداً لاحتلال فلسطين من قبل العصابات الصهيونية....

التغيُّر الديموغرافي القسري في فلسطين من النظرية الى التطبيق

الهندسة الاستعماريّة بتجليّاتها المختلفة، الشوارع، والحدود، والبنية التحتية، والطرق الالتفافية... هدفها إزالة الفلسطيني بشكل تدريجي. فبينما تتوسع البؤر الاستيطانية (enclaves) لتصبح مدناً تحيط بالمناطق الفلسطينية المجاورة (exclaves) وتحاصرها، يُصبح الشعب...