مع تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ حول العالم، حتى قاربت 60 مليون إصابة، ومع تسجيل آلاف حالات الإصابة بالفيروس يوميًا في الأردن، أصبح عزل المرضى منزليًا، ممن لا تحتاج حالتهم متابعةً طبيةً حثيثةً، ضرورة للمساهمة في السيطرة على المرض والحدّ من تفشّيه محليًا.
وقد بلغت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ النشطة المعزولة منزليًا في الأردن 66,172 حالة، حتى 20 تشرين الثاني. فيما تتلقّى العلاج في المستشفيات حاليًا 2,213 حالة، 447 حالة منها على أسرّة العناية الحثيثة.
ويفترض أن يتواصل أطباء وزارة الصحة مع المرضى بعد أن تظهر نتيجتهم إيجابية لمتابعة حالتهم، بحسب الرسالة التي يستلمها المرضى من وزارة الصحة، إلا أن هذا لا يحدث مع الجميع، بحسب تجارب مرضى. كما تطلب الوزارة من المريض التواصل مع الخط الساخن 111 عند الحاجة، للاستفسار عن تطور الأعراض والوصول إلى الخدمات المتعلقة بكورونا.
في هذا السياق، تبرز الكثير من الأسئلة حول الحالات التي لا يشكّل العزل المنزليّ فيها خطورةً على صحة المريض، وأفضل ما يمكن فعله للحفاظ على حالة المريض المعزول منزليًا من التدهور، وحماية المحيطين به من العدوى، والعلاجات التي يمكن استخدامها من قبل المريض في المنزل، وتلك التي بات انتشارها بين أيدي الجميع يؤثر على إدارة الجائحة حاليًا وعلى صحة المجتمع على المدى البعيد.
متى يتّخذ قرار رعاية مرضى كورونا في المنزل؟
وفق منظمة الصحة العالمية، يمكن أخذ الرعاية المنزلية بعين الاعتبار لبالغ أو لطفل، مصاب بكوفيد-19 أو مشتبه بإصابته به، عندما تكون رعاية المرضى داخل المستشفيات والمؤسسات الصحية غير متاحة أو غير آمنة، كما يمكن رعاية المرضى الذين خرجوا من المستشفى في المنزل إذا لزم الأمر.
يرى الدكتور عمرو أبو فرحة، أخصائي الطب الباطني، أن السبب الرئيسي لعلاج مرضى كورونا في المستشفيات هو العلاج التنفسي للمرضى الذين يعانون نقصًا في الأكسجين، وطالما لا يعاني المريض سيرةً مرضيةً معقّدة يمكن أن تؤثر على مسار المرض أو أعراضًا تنفسية (مثل صعوبة التنفس، أو الألم المستمر أو الضغط في الصدر، أو ازرقاق الشفاه أو الوجه)، يمكن عزل المريض منزليًا.
يعتمد قرار عزل ورعاية شخص مصاب في المنزل، وفق توصيات منظمة الصحة العالمية على التقييم السريري للمريض، وتقييم ملاءمة منزله للعزل وتوفير الرعاية المناسبة له، والقدرة على مراقبة التطور السريري للمصاب في المنزل. مع الأخذ بعين الاعتبار أن رعاية شخص مصاب في المنزل، وليس في منشأة طبية أو منشأة متخصصة، يزيد من خطر انتقال الفيروس إلى الآخرين في المنزل، وهو ما يتطلّب إجراءات احترازية إضافية.
نظريًا، تعتمد وزارة الصحة الأردنية قبل اتخاذ قرار العزل منزليًا على تقييم الطبيب للمريض هاتفيًا، لمعرفة إمكانية تلقي الرعاية في المنزل، والتأكد من مناسبته للعزل، والعمل على متابعة المخالطين للمصاب داخله، والتأكد من توفّر وسائل الوقاية الشخصية المناسبة لرعاية المصاب والحدّ من انتشار العدوى. وبناءً على إجابات المريض، يوصي الطبيب الجهات المعنية في وزارة الصحة بعزله منزليًا أو تحويله إلى العزل المؤسسي في حال استدعت حالته الصحية ذلك وفق الأعراض التي يعاني منها، أو بناءً على وجود عوامل خطر في سيرته المرضية، مثل تجاوز عمره الـ65 عامًا، أو معاناته من أمراض مزمنة (مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أمراض الرئة، أمراض القلب، أمراض الكبد، أمراض الكلى المزمنة وأمراض الأوعية الدموية)، أو أمراض نقص المناعة (كالإيدز، والسرطان وتناول العلاجات المثبطة للمناعة)، أو استنادًا إلى عدم ملاءمة بيئته المنزلية لشروط العزل، بحسب الدكتور عوني السردي، أحد الأطباء العاملين في الخط الساخن 111. إلا أن استجابة الجهات الصحية المعنية لهذه التوصيات، خاصةً تلك التي لا تتعلق بحالات طارئة، محدودة بحسب ما قاله لحبر عاملون في خدمة الخط الساخن.
بقية التقرير على موقع "حبر".