ما بدأ كتحدٍّ راقص على تطبيق "تيك-توك" منذ شهور قليلة، تحوّل مؤخراً إلى عملٍ فني مشغول بشكل موسّع ومحترف في فلسطين، حيث أنتج "مركز الفن الشعبي" فيديو راقصاً للأغنية الجنوب إفريقية "جيروزاليما"، بمشاركة 130 راقصة وراقصاً من مختلف محافظات فلسطين، وبالتعاون مع مؤسسات جنوب إفريقية. الرقصة التي أداها الفنانون سُميت بال"أفرو-دبكة"، لكونها تدمج عناصر من رقصات شعبية جنوب إفريقية مع عناصر من الدبكة الشعبية الفلسطينية.
بحسب المشرف الفني للأغنية ومصمم الرقصات، شرف دار زيد، فإن الفكرة بدأت بتواصل مع أصدقاء من جنوب إفريقيا، طرحوا على مركز الفن الشعبي فكرة تصوير فيديو موسيقي راقص للأغنية.
وكانت أغنية "جيروزاليما" (غناء Nomcebo ولحن Master KG) قد حققت شهرة عالمية في الأشهر الأخيرة لارتباطها بتحدٍّ راقص أُطلِق على "تيك-توك"، يقوم على ابتداع حركات راقصة على لحن الأغنية وتصوير الرقصة المصمّمة. وكون الأغنية مرتبطة باسم القدس، وتبدأ بكلمات "القدس بيتي"، وإن كانت لا تتناول المدينة موضوعاً لها، بل مجازاً لأرضِ خَلاص معنوية وروحية، فإن مركز الفن الشعبي تجاوب مع الفكرة فوراً.
من هنا، صمم دار زيد حركات الرقص بوحي من الرقص الموجود في الفيديو الأصلي للأغنية، وتمّ تدريب الراقصين من 5 محافظات مختلفة على الحركات عبر اتصالات الفيديو بالإنترنت.
____________
من دفاتر السفير العربي
الموسيقى والغناء.. سجل خاص للتغيرات السياسية
____________
يؤكد صناع الفيديو أن العمل ليس مجرد تعبير فني استفاد من رواج أغنية أو رقصة، بل رسالة سياسية مهداة إلى القدس، عاصمتهم الأبدية. ففي مقابلة له على تلفزيون فلسطين، أكّد شرف دار زيد أن مواقع التصوير، على سبيل المثال، اختيرت لتكون ذات دلالة ترتبط بالنضال الفلسطيني، كباحةٍ أمام الأقصى أو مِن أمام جدار الفصل العنصري أو على ميناء غزة. وهو يلفت لفكرة أنّ الكثير من الفنانين المشاركين في الفيديو لا يستطيعون أصلاً زيارة القدس التي تشدو بها الأغنية بسبب الحواجز والمنع وصعوبة الانتقال.
إضافة إلى ذلك، فقد قرر المنتجون نشر الفيديو في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر في ذكرى وعد بلفور، وفي أجواء التطبيع المتزايد باطراد ومع أجواء السير في ضمّ الضفة. فقد وجد صناع الفيديو مناسبة لتحويل عملهم إلى موقف، تبنوه اختياراً، بتقديم مشاركاتهم بشكل طوعي تماماً، مصممين ومخرجين ومصورين وراقصين ومولّفين... لينجزوه بصفر موازنة، ويصنعوا شيئاً من الفرح الضروري في فلسطين في زمن كَثُر نكده.
رقصة جيروساليما "أفرودبكة"