"شادي خد اخلاء سبيل بتدابير احترازية وحالياً معانا في البيت". بهذه الجملة أعلنت عائلة المدون والكوميدي المصري "شادي أبو زيد" عن إطلاق سراحه بعد عامين من السجن.
شادي حسين أبوزيد من شباب ثورة يناير 2011، حلم مثله مثل ملايين المصريين ببلد أفضل وأجمل يحترم حرية وكرامة مواطنيه، ورفع معهم شعار "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".. لكن الثورة المضادة قصفت أحلامهم ورشت أجسادهم بالرصاص و"الخرطوش" و/أو نكلت بها تعذيبا وحبسا.
أصيب شادي بالخرطوش أكثر من مرة: في أحداث "شارع محمد محمود" (تشرين الثاني/نوفمبر 2011) زمن حكم المجلس العسكري، وكذلك في "أحداث الاتحادية" (كانون الأول/ديسمبر 2012) بعد أشهر من وصول الاخواني محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة.
وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت "أبو زيد" 28 عاماً، في أيار/مايو 2018، حين كان يعمل مراسلاً لبرنامج "أبلة فاهيتا"،ويسجّل مقاطع فيديو ساخرة، وذلك بتهمة "الإنضمام لجماعة إرهابية"، و"نشر شائعات وبيانات كاذبة" ضد الدولة المصرية. ووجّهت نيابة أمن الدولة العليا اتهامات له منها: "الإنضمام إلى جماعة أُسّست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها".
شادي ابوزيد يظهر في برنامج "أبلة فاهيتا"
لكن كل هذه التهم الثقيلة والكيدية لم تكن إلا تكييف "قانوني" لإنتقام وزارة الداخلية من "أبو زيد" بسبب فيديو ساخر شهير صوره شادي رفقة الممثل أحمد مالك. حيث قام الشابان، بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة، ب"تكريم" رجال شرطة في الشارع عبر اهدائهم بالونات كتب عليها "من شباب مصر إلى الشرطة في 25 يناير".. المشكلة ان البالونات هي في الأصل واقيات ذكرية. حاز الفيديو على نسب مشاهدة عالية. أضحك الكثيرين من جهاز الشرطة "المقدس"، وهذا أمر لا يغتفر.
فيديو "بالونات الشرطة" الذي اثار غضب النظام.
الشاب المصري الذي خسر عامين من حياته في السجن، كان أيضا يشارك آراءه بأسلوب مضحك عبر برنامجه الساخر The Rich Content. لكن يبدو ان الأفكار والضحك، وحتى الأغاني، تعتبر تهديدا في عرف النظام المصري ورئيسه.
قبل أن ينال حريته، سمحت النيابة المصرية لشادي بالخروج من السجن مرة واحدة وذلك لحضور مراسم دفن والده. وحضر شادي الدفن بملابس السجن البيضاء، محاطًا بعناصر الأمن. وفي ذلك الوقت، أي قبل حوالي العام، تداول الناشطون تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قناة "CBS" التي نفى فيها وجود سجناء رأي في مصر.