"في مثل هذا اليوم"...
هكذا يبدأ النص الصغير المرافق لصور أرشيفية تنشرها بدأبٍ صفحة "أرشيف فلسطين" (@Palarchive) على تطبيق إنستاغرام. تقوم الصفحة في الأيام الأخيرة بنشر يوميّات الانتفاضة الفلسطينية الثانية، انتفاضة الأقصى، في ذكراها العشرين، ساعيةً لإعادة التذكير بأحداثها اليومية وتسليط الضوء على ثراء هذه اليوميات وأثرها في التاريخ الفلسطيني المقاوِم.
تعمد الصفحة إلى الإشارة لمكان الصورة، تاريخها، اسم المصوّر، والحدث الذي ترتبط به باختصار. ومن هنا أهمية هذه المنصّة كمجموعة أرشيفيّة تكبر باطّراد، وتفتح هذا الأرشيف الصّوري للعموم مع ذِكر سياقاتها. وقد ازداد عدد متابعي الصفحة مع انتشار صور انتفاضة الأقصى، ولكّنها في الحقيقة بدأت نشاطها منذ نحو السنة، وتنشر مقاطع فيديو أحياناً إلى جانب الصور الفنية المميزة، وفي هذه يظهر التنوع الهائل للمشاركين في انتفاضة الأقصى، من فئات عمرية مختلفة، ونساء ورجال وأطفال، منظّمين في فصائل أو مواطنين عاديين في الأحياء والأزقة، حتّى ليبدو أن كل فلسطيني كان له دور ما فيها. اللافت في هذا الصور أنّ المتابعين يشتركون بعفوية في الأرشفة إمّا بذِكر معلوماتٍ إضافية حول الصورة ومكانها أو بالإشارة لأسماء بعض الأشخاص اللذين في الصور، ما يفتح باباً للتصويب أو التفصيل في المشاركات.
لا تنشر الصفحة حصراً صوراً من الانتفاضة، ولكن أيضاً من أحداث أخرى ترتبط بالذاكرة والنضال الفلسطينيين، مثل أحداث ما سُمّي ب"هبّة النفق" التي اندلعت عقب حفر الاحتلال لنفق غربي المسجد الأقصى في العام 1996، وكذلك أحداثاً وصوراً ترتبط بشخصيات نضالية فلسطينية بارزة مثل ناجي العلي، غسان كنفاني، ليلى خالد...
تحرص الصفحة على ذِكر جميع أسماء من استشهدوا في كل يوم من أيام الانتفاضة، بمن في ذلك أولئك الذين استشهدوا على الحدود اللبنانية-الفلسطينية أثناء اشتباكات بين متظاهرين من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبين قوات الاحتلال على الحدود.
يُلحظ أنّ إدارة تطبيق إنستاغرام قد قامت بحظر محتوى من الصفحة أكثر من مرّة، عادةً ما يكون فيه صور لتشييعات شهداء أو مسلّحين فلسطينيين، عازيةً ذلك لـ"خرق في معايير العنف والمنظمات الخطرة"، وهي ليست المرة الأولى التي يمارس فيها هذا التطبيق رقابة انتقائية على منشورات تتعلق بفلسطين ونضالات شعبها.
