قرابة مئة وفاة، آلاف المواشي النافقة، آلاف الفدادين من الزرع التالف، انهيار كلي أو جزئي لأكثر من عشرين ألف منزل، آلاف المحلات والمؤسسات المدمرة.. هذه بعض الخسائر البشرية والمادية التي تسببت بها السيول والفيضانات في مناطق شرق النيل من ولاية الخرطوم جراء موسم الأمطار السنوية (حزيران/يونيو – تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة). والخسائر ما زالت مستمرة وقد تتعاظم آثارها. وحسب السلطات السودانية، فإن نهر النيل بلغ أعلى منسوب له منذ 100 عام. وعلى الرغم من موسمية هذه المياه "الغاضبة" والقاتلة، المتكررة كل عام، فلا يبدو ان السلطات جهزت نفسها جيداً لمجابهتها. يعاني السودان من مشاكل كبيرة، تقنية ومادية، في مسألة التصرف في مياه النيل والأودية والتعامل مع فيضاناتها. وتأتي هذه السيول في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، ووضع سياسي "انتقالي" هش وقابل للانفجار.
سلامات للسودان وأهله.