يزايد الإسلاميون والدولة على بعضهم البعض في التطرف والجهل والكراهية كما في العنف والأذى. يعاقب الإسلاميون من يختلف عنهم بـ «الموت»، ويعاقب النظام الحاكم من يختلف عنه بـ «السجن».
يمكن تسمية هذا «سباق التدين»، وتعريفي للتدين هنا ليس مجرد إقامة الشعائر الدينية والالتزام بها، بل هو التفاخر والشعور بالتميز لمجرد الانتماء لدين معين، أو الشعور بالأفضلية لمجرد إقامة شعائر وطقوس دينية.
يريد النظام الحاكم، عن طريق أدواته، كالإعلام ومنابر المساجد، أن يقول للمجتمع المصري «المتدين بطبعه»: نحن أيضًا نحافظ على الدين وأخلاق المجتمع، فلا داع لأن يزايد علينا الإخوان والإسلاميون!
خذها هناك، عند الباشا
الدولة، والنظام الحاكم بالخصوص، سلفية الهوى؛ أثناء اعتقالي من منزلي وسط عائلتي، سألني الضابط عن ديانتي وعن أسباب خلعي الحجاب وعما إذا كنت عذراء أم لا!
الحملة على المثليـيــن في العــراق تتـجــدد فـي كـل آن
07-11-2012
السجين مثليّ الجنس
27-09-2016
بعدها، وفي السيارة التي أخذتني لمقر لم أعرف كنهه، غمّى الضابط عيني، ونزلت سلالم لم أعلم إلى أين تأخذني. فقط صوت رجل: «خدها هناك عند الباشا»، رائحة قذرة تفوح من المكان، وأصوات بشر يئنّون من الألم؛ جالسة على الكرسي، يداي مربوطتان، وقماشة بداخل فمي لم أعلم الهدف منها، لا أرى أحدًا، ولا يحدثني أحد، قبل وقت قصير من ارتعاش جسمي وفقداني للوعي لفترة لا أعرف كم امتدت.
كانت كهرباء. جرى تعذيبي بالكهرباء! وجرى تهديدي بإيذاء أمي إن أخبرت أحدًا، أمي التي ماتت بعد رحيلي.
لم يكتف النظام بتعذيبي، بل حرّض رجال قسم السيدة زينب نساء التخشيبة على التحرش الجنسي واللفظي بي.
لم يقف التعذيب هنا فقط، بل كان هناك المزيد من التعذيب النفسي ضدي، بسجن القناطر والزنزانة الانفرادية لأيام وأيام، قبل الانتقال الى عنبر مُنعت فيه من الحديث مع السيدتين المسجونتين معي. مُنعت من التريض في نور الشمس طيلة مدة حبسي، إلى أن فقدت القدرة على التواصل بالعين مع الآخرين.
النص الكامل على موقع "مدى مصر".