قد تكون أحد إنجازات الانتفاضات العربية، كشفها عن الامكانيات الفنية للشباب العربي التي خرجت إلى العلن بجميع أشكال الفنون، الكلاسيكية والحديثة. خلاصة تحكم منطق عمل موقع "العربي الحر"، الذي "يحكي قصص الثورة المستمرة" بحسب تعريف القيمين عليه لأنفسهم. يحكيها بعدة أشكال: المقالات القصيرة واللوحات والكاريكاتور... لكن خصوصاً بالأفلام. فالموقع يولي الأولوية، إنتاجاً وعرضاً ورعايةً، للأفلام التجريبية والتوثيقية من إخراج فنانين شباب عرب. يعرض الموقع اسبوعياً ما يقرب من عشرة أفلام عربية تسجيليّة قصيرة (2-3 دقائق). مواضيع الأفلام سياسية بالمعنى الواسع للكلمة، "ترصد أفرادا في حياتهم اليومية، من أجيال وطبقات مختلفة، من أبناء المدن أو القرى، من الأحياء الغنيّة أو العشوائيات الفقيرة، وتتابع تأثيرات الثورات العربية فيهم سلباً أو إيجاباً" وفق تعريف الموقع نفسه في خانة "من هو العربي الحر؟". هكذا تنزل مواضيع الأفلام "من علياء القضايا الكبرى لتكتفي ربّما بمقال عن أوضاع المجاري في عشوائيّة ما، والخدمات الصحيّة في مكان آخر، وربّما عن الحيّز الجمالي الباقي في مدننا، وتتساءل عن "الامتداد العمودي للأبراج في شوارع لا يمكن النظر فيها إلى أعلى". تتمحور الأفلام حول تفاصيل الحياة اليومية (هموم علي البحريني المقيم في لبنان في غربة قاتلة عن ثورة بلاده مثلاً، و"بنان"، عن الحياة في الولايات المتّحدة)، أو مواضيع ذاتية جداً (كالفيلم التونسي "ماجد يكتب قصيدة حب") مروراً بظواهر اجتماعية (فيلم "حائرة"، الفتاة الجنوبية اللبنانية التي قررت نزع حجابها)، وصولاً إلى الافلام التي تلامس المعاناة الوجودية والملفات السياسية المباشرة (كـ"ولد، جدار وحمار" الفلسطيني، والتسجيل المصري "يسري في القطار").
يتميّز كل فيلم بحسب الموقع بأنّه "مستقل بذاته، يتطرق إلى موضوع معيّن ويدور في مكان واحد، وتقوده شخصيّة واحدة... على أمل أن يتّسع الموقع لاحقا لأفلام تحريكيّة أو روائيّة". لا يخفي أهل "العربي الحر" حماستهم للثورات العربية وتداعياتها في المجتمع والاقتصاد والأفكار. لقد قرّروا أنّ لا "صوت يعلو فوق صوت الثورة" في أفلامهم والمواد المسموعة والمرئية والمكتوبة التي يعرضونها.
أما عن جذور مشروع "حب السينما" فتشرح فقرة "لماذا العربي الحر؟" أنّ الموقع "وُلد ليكون تعاوناً مع تلفزيون أرتي الفرنسي/الألماني في برنامج سينمائيّ - تلفزيوني، ننتج فيه أفلاماً قصيرة عن الثورات المستمرّة في العالم العربي". ثم طرأ خلاف كبير مع "أرتي"، "وانتهى التعاون سريعاً، فكان الفراق عن الشريك الأوروبي فعلاً ضروريّاً، والأسوأ أنّه لم يكن جميلاً. لم نقبل أبداً أن نكون – نحن البشر العرب - موضوع برنامج تلفزيونيّ أو تجربة تلفزيونية. لم نقبل أبدا أن نكون عرباً نزوّد التلفزيونات الأوروبيّة بنتاج يستعمله الأوروبيّ كـ"مادة" حوار أو فهم . فنحن لسنا "مادّة"، بل بشر لهم إرادة وفي حركة دائمة، والثورات العربية – بذاتها - هي البرهان على ذلك".
اليوم، وبعد "الطلاق" مع التلفزيون الفرنسي/الألماني، باتت السفارة النروجية في لبنان هي الداعم الرئيسي لإنتاج أفلام "العربي الحر"، بدون قيد أو شرط على ذمّة مسؤولي الموقع. وإن توثيق الجوانب الحياتية ــ الاجتماعية للحظة العربية الراهنة، بعدسة عربية، حاجة ماسة.
arabihor.com
مراكز أبحاث
"العربي الحر": الثورة بالصوت والصورة
قد تكون أحد إنجازات الانتفاضات العربية، كشفها عن الامكانيات الفنية للشباب العربي التي خرجت إلى العلن بجميع أشكال الفنون، الكلاسيكية والحديثة. خلاصة تحكم منطق عمل موقع "العربي الحر"، الذي "يحكي قصص الثورة المستمرة" بحسب تعريف القيمين عليه لأنفسهم. يحكيها بعدة أشكال: المقالات القصيرة واللوحات والكاريكاتور... لكن خصوصاً بالأفلام. فالموقع يولي الأولوية، إنتاجاً وعرضاً ورعايةً، للأفلام التجريبية
2012-07-18
شارك