في أقل من شهر، تغيرت ملامح الحياة اليومية لغالبية المصريين بسبب الإجراءات المتبعة لمواجهة الوباء، ولكن ما لم يتغير هو أكياس القمامة أمام المنازل، ومعها عمل جامعيها، رغم خطر العدوى الذي قد يصلهم في ظل منظومة جمع مخلفات لا تحميهم.
«احنا بنعمل بطولة عشان نيجي نشيل الزبالة، وبسبب الحظر الشغل بقى أكتر عشان لازم نخلص قبل الساعة 7. لكن الناس دلوقتي بقت تشوفنا في الشارع تبعد بسرعة عننا بطريقة مش كويسة. خايفين مننا»، يقول جامع قمامة منزلي، طلب عدم ذكر اسمه، لـ «مدى مصر».
«يعني لو إحنا ماشيلناش الزبالة مين هيشيلها» تقول مها*، التي يعمل زوجها وشقيقاها في فرز المخلفات الصلبة ويعيشوا جميعًا في منزل واحد بمنشأة ناصر.
تضيف مها «إخواتي قاعدين دلوقتي في البيت عشان هما بيشتغلوا في فرز البلاستيك والصفيح. واللي بس شغالين بتوع لم الزبالة من البيوت. احنا خايفين ومش بننزل خالص رغم أن الزبالة حوالينا بس ربنا الحافظ. بس مقسمين الأيام أنا يوم أنزل أجيب الطلبات ويوم جوزي هو اللي ينزل عشان أمي ست كبيرة وعايشه معانا».
«عندنا مليون زبال في مصر ومكملين شغالين عادي لأن أهمية شغلتنا في الوقت الحالي متفرقش عن أهمية شغل الأطباء بسبب أن الزبالة نفسها ممكن تنقل الفيروس. يعني لو سيبناها قدام البيوت وفي الشوارع بيتهيألي هتضاعف في انتشار المرض»، يقول نقيب الزبالين شحاته المقدس، لـ «مدى مصر».
ويوضح المقدس أن حجم القمامة المنزلية اليومية للقاهرة زاد ما يقرب من ألفين طن، في حين قل حجم القمامة ومخلفات الفنادق والمنشآت السياحية والمطاعم مما أثر بالسلب على دخل الزبالين. ويقول «بقى في كميات كبيرة جدًا من زبالة منزلية عبارة عن مناديل وكمامات وجوانتيات وأزايز كحل ومواد التطهير والتنظيف».
*النص الكامل على موقع "مدى مصر".