"الله يؤيد حكومة المغرب"! تصريح لرئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران في لقاء له مع أعضاء حزبه. ويتابع "لا أخجل من القول إن نجاح حكومتي جاء في جزء رئيسي منه بفضل تأييد الله وكرم السماء"، لافتاً إلى "توالي سنوات ممطرة بالمغرب منذ أن تولت الحكومة شؤون المغاربة بداية سنة 2012". وتأكيداً: "الله أمطر البلاد بعد أن تم تنصيب الحكومة بأسابيع قليلة سنة 2012، بعد أن كان الجفاف مستشرياً". كما عزا بن كيران "تراجع أسعار النفط إلى الله".
هكذا قرّر بن كيران ربط أوراقه كلها بالسماء وردها الى ربّ العباد، ليس لبساطة في نفسه، فهو معروف بذكائه، بل يقال بدهائه. وبذا فهو يُغلق الباب على كثير من الأسئلة المتعلّقة بالفساد والسرقة والإهمال والوساطة... كيف لا وأحوالنا مجتمعةً بيد الله.
نستحضر هنا بعض الوقائع المغربية:
- يوم الثلاثاء 2 كانون الأول من العام 2014 وصل عدد قتلى سوء الأحوال الجوية في المغرب إلى أكثر من 45 قتيلاً. هذا طبعاً بعد أن تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على مناطق متفرقة من جنوب البلاد بفيضانات عزلت مئات القرى وحاصرت آلاف الأشخاص. وأدت السيول إلى قطع الطرقات وانهيار السدود، ووصلت الفيضانات إلى أحياء سكنية في مدينة "كلميم"، بحيث أعلنتها السلطات منطقة منكوبة. أنَعْزوا ذلك إلى الله؟ على أية حال، إيّاكم ورفع السبابة بوجه الحكومة أو السلطات الرسمية "المسؤولة" عن سوء البناء او الطرق وعن ترك الناس يبنون في "الأودية" وهي مجاري للسيول، تركهم بحجة أنها جفت. لا مسؤول إلاّ الله.
- بلغ عدد القضايا المرفوعة أمام القضاء المغربي المتعلقة بالفساد المالي، مثل الاختلاسات والتهرّب الضريبي وتزوير العملة الخ..، نحو 9199 قضية في العام 2013، وذلك مقارنة بـ8720 قضية في العام 2012. ليست الزيادة فحسب هي الملموسة بل مجمل الأرقام كبير.
وهذه نعزوها إلى الله. هو فتح الباب لعباده للسرقة وهو من زاد أعدادهم هذه السنة وعاد "بتوفيق منه" وأتاح للقضاء المغربي البتّ بقضاياها. إرفعوا أيديكم.
لن نُكثر. ولكن لا بدّ من السؤال عن سبب انعقاد أعمال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في مراكش واستضافة أكثر من 120 مشاركاً من 40 دولة؟ هذا كلّه لمناقشة سبل مواجهة المقاتلين الإرهابيين الأجانب المنضوين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية؟ لما التكلفة.. كنّا تركنا المسألة لله!
فهذا شعب لا يفوّت سنة من دون تقديم "ولاء البيعة" لأمير المؤمنين الملك محمد السادس (كما يُطلق على نفسه). في شهر آب من كل عام، يخرج عليهم ممتطياً صهوة جواده ووراءه خادم يحمل مظلة كبيرة تقيه من الشمس (...). وبموجب مراسم دقيقة يمرّ المسؤولون في مجموعات أمام الملك مرددين عبارة "اللهم بارك في عمر سيدي". فكيف لا يكون الله مدبّراً أحوال المغاربة. صدق بن كيران!