العراق ضمن لائحة؟

تَوجّه الآن إلى موقع «غوغل» واكتب في محرك البحث الخاص: وكالة أخبار العراق.
سيفرد أمامك الكثير من الروابط. ما عليك سوى اختيار واحداً والضغط عليه (يُفضل اختيار الرابط الأول). نظرة سريعة على المحتوى، ستُفضي حتماً إلى نتيجة مشابهة لتلك التي وصلنا إليها يوم الأحد الماضي. النص الحرفي:
- في حصيلة أولية مقتل وإصابة 32 شخصاً بانفجار سيارة مفخخة جنوب غرب البلاد.
- في حصيلة هي الأعلى لعام 2014، بعثة «يونامي» (بعثة الأمم المتحدة في العراق) تؤكد مقتل وإصابة 4100 عراقي خلال الشهر المنصرم تشرين أول /أكتوبر.
- من دون معرفة العدد الحقيقي، سقوط قتلى وجرحى في انفجار ثلاث سيارات مفخخة شمالي بغداد.
- في حصيلة أولية مقتل وإصابة 19 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة شمالي العاصمة.
- في حادثين منفصلين قتلى وجرحى بانفجار سيارة مفخخة وعبوة ناسفة شمالي شرق بغداد.
نكتفي بهذا القدر. ما ورد أعلاه مأخوذ بحرفيّته من شريط الأخبار العاجلة، الذي تتغيّر أخباره بين اللحظة والتي تليها. وفي حالة العراق لا يتغيّر المضمون، خبر واحد يتوزع على زمان ومكان وعدد ضحايا مختلفين: لا أكثر.
وبينما يشتعل العراق بأخبار الدولة الإسلامية، وخرابه، وطبقته السياسية الفاسدة، خرج معهد «ليغاتوم» بمؤشره السنوي العام للازدهار ورخاء المواطنين والذي شمل 142 بلداً، ليعلن العراق في المرتبة 128. صدمة! العراق في المرتبة 128، والله غريب!
وتذيّلت اليمن من بين البلدان العربية قائمة المؤشر بالمرتبة 134. يرتكز المؤشر على قياس عدد من المعايير لتحديد مدى الرخاء الذي تتمتع به الدولة وهي: التعليم، الصحة، الاقتصاد، السلامة والأمن، الحرية الشخصية، رأس المال الاجتماعي، تطوير وإدارة الأعمال، الحوكمة وتوافر فرص العمل...
لنتفحّص قليلاً أحوال هذه المعايير في العراق:
- السلامة والأمن: عدد التفجيرات والضحايا يحكي.
- التعليم: عدد المدارس المشيّدة بالطين في العراق مجموعها 1012، وتضم 113594 طالباً وطالبة (راجع مقال عمر الجفال «التعليم في العراق: عجز في بلد نفطي»).
- الحرية الشخصية: تصفية عدد من النساء عاملات في البغاء في 12 تموز/يوليو الفائت، وتسريب فيديوهات لاعتداء وتجريح وتشهير ضباط أمن بمتحولين جنسياً..
- الاقتصاد: رجّح صندوق النقد الدولي، قبل أسبوعين، انكماش الاقتصاد العراقي بنسبة 2.7 في المئة هذا العام. وهو أول انكماش منذ 2003، متوقعا تراجع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي مقارنة مع 2013.
- فرص عمل: في أيار/ مايو أعلن وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي أن نسبة البطالة تجاوزت 46 في المئة من عدد السكان.
وتأتي حبة الكرز (وهذا تعبير مأخوذ من الأدب الاجنبي) لتكلّل الخبر السابق: «كشفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية usaid عن تشغيلها أكثر من 6800 متخرج في شركات القطاع الخاص بعموم العراق، ويوجد أكثر من 10 آلاف مسجل لدى مشروع «فرص» الذي أطلقته الوكالة».
في الخلاصة: من اقترح وضع العراق (بلد دخله «الوطني» من الريع النفطي يتجاوز سنويا الـ150 مليار دولار، اي رقم هائل لمن لم يستطع تخيل معناه. و«الوطني» بين مزدوجات، لأن الوطن لا يستفيد من هذا الدخل، وهو منهوب بالمعنى الحرفي البسيط للكلمة) بين الدول لدراسة حاله وأحواله؟ الحقوا العراق.