الشورى VS الإفتاء

#الشورى_والتمرد_على_الإفتاء: هو هاشتاغ الأيام الماضية. اشتعل تويتر للحديث عن تجمهر/تظاهر/ تجمّع مجموعة من المشايخ أمام مجلس الشورى السعودي. وانطلقت عملية الردح.في مثال عمّا جرى تــداوله، يقـــول أحدهم على حســابه «لم يبق من حقوق المرأة إلا الرياضة النسائية! #صفقة_التربية_والشورى_مع_الغرب_ضد_بناتنا». بدورها تقول إحدى المغردات: «قيادة سيارة، ثم حصة رياضة، ومنافسة لفسخ الحجاب، يا أمة محمد أفيقي لما يشن عليكِ.. إذا فسد المعلم وانطمست مكانة الأم المربية وتزعزع احترام العلماء هلكت الأمة».الإناث إذاً سبب المشكل، كالعادة. تناقلت المواقع الالكترونية صور المشايخ واقفين على الطريق أمام بوابة مجلس الشورى بغرض مقابلة الرئيس. لم يُسمح لهم بالدخول، بل خرج إليهم أحد المسؤولين. وصدر بيان «من أهل العلم الذين زاروا مجلس الشورى» قالوا فيه «إن المؤمنين نَصَحة، ينصح أحدهم لأخيه ويشفق بعضهم على بعض، ويحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه... فإننا ندعو إخواننا من مسؤولي المجلس وأعضائه إلى أخذ العبرة مما آل إليه الوضع في كثير من البلدان العربية، التي كانت نساؤهم على قدر وافر من الاحتشام والصيانة ثم آلت أوضاعهم إلى ما آلت إليه من أحوال مزرية...».حشمة وصيانة وترتيب الأولويات والبتّ في قضايا وملفات عالقة... كلمات كبيرة واستحضار لآيات قرآنية وتحذير ورفع الإصبع في وجه الشورى والتهديد بهيئة الإفتاء. يجفل المرء فعليّاً أمام هذا الكمّ من الإصرار على البقاء في الخلف.وعلى الرغم من ذلك، قرر مجلس الشورى في جلسته منذ أيام الموافقة على توصية إضافة برامج اللياقة البدنية والصحية للبنات، بعدما اتخذ كل الاحتياطات الممكنة: «بما يتوافق مع طبيعتهن» و«وفق الضوابط الشرعية»، وبعد «وضع برنامج التأهيل المناسب للمعلمات»... يتناقض القرار مع قرار هيئة الإفتاء السعودية القاضي بعدم جواز تدريس اللياقة البدنية للفتيات في مدارسهنّ.ما يلفت في القضيّة هو نسبة الاعتراض على «اعتراض المشايخ». غرّد كثيرون معتبرين أن قمة التخلّف إعاقة فتح الباب أمام صفوف اللياقة البدنية للإناث في المدارس. متسائلين عن الإشكالية في «ممارسة بنات للرياضة في مدارس ليس فيها إلا البنات»!ثمة فجوة بين مجلس الشورى والهيئات الدينية الأخرى في السعودية. وهذا التنوع صحي في أي مجتمع وفي كل بنية سلطوية. وهناك نقطة تُسجّل لمصلحة الشورى التي قررت النظر ـ إعادة النظر ـ في ما حسمت أمره هيئة الإفتاء. وبالمناسبة شهدت الشورى دخول العنصر النسائي إليها في كانون الثاني/يناير 2013 عبر تعيين 30 سيدة. كذلك فإن انتشار النقاش في المجتمع وتبلور وجهات نظر متعارضة.. أمر طبيعي، ولكنه هنا يبرز حيوية عامة، فكرية ومجتمعية في السعودية.أخيرا، ثمة سؤال يتعلق بتظاهرة المشايخ. وهي ليست الأولى. هيئة كبار العلماء في السعودية سبق وأصدرت بياناً حرّمت فيه التظاهر بحجة أنه تقليد للغرب ويتنافى مع الشريعة الإسلامية!وإذاً، فيا مشايخنا: هل تطبقون الشريعة حين تروق لكم فحسب؟ فهنا أنتم ويا للهول، تتظاهرون!