«هناك اليوم هجمة غير مسبوقة على النشطاء عموماً والنشطاء الرقميين خصوصاً (...) وتقييد الحريات في بلداننا يتجاوز ما كان عليه قبل الربيع العربي». تلك خلاصة ملتقى المدوّنين العرب الرابع الذي انعقد في عمان (20-23 كانون الثاني/يناير 2014)، بعد بيروت وتونس.
في المنطق، مرحلة ما بعد الثورات العربية، تقتضي سماع لهجة مختلفة وصورة أكثر نضارة للدائرة التي يعمل فيها الناشطون على الأرض. أكثر لطفاً وراحة. فما تمّ إنجازه في السنوات الماضية، كانت لهم مساهمتهم الرئيسية فيه.
لكن الواقع جاء فجّاً قاسياً، مغايرا للمفترض.فبدلاً من توجيه الملتقى تحياته إلى الثورة المصرية في ذكراها الثالثة، وجد الناشطون أنفسهم أمام استعانة سريعة بمصر كدليل فاقع على الخطر المحدق بهم.
علاء عبد الفتاح، الناشط والمدوّن المصري، ما زال في السجن منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بتهمة التحريض على التظاهر من دون تصريح. وإلى جانب اسمه حضر باسل الصفدي، المدوّن السوري المعتقل من قبل النظام منذ عام 2012 من دون أي تهمة محددة.
غمز الملتقى، سريعاً، إلى نقطتين أساسيتين:
- «الوضع الآن أصعب بكثير لأن الحكومات العربية الآن تعلم بأن ناشطي الانترنت بإمكانهم إحداث تغيير وبات هناك رصد لهم، وبالتالي يجب أن يكون لدينا وسائل مختلفة لمواجهة هذه التحديات».
- «تصاعد موجات إصدار القوانين المناهضة للحريات والتي تحدّ من حرية التعبير على الإنترنت، ما يؤدي إلى تعرض مستخدمي الإنترنت لتهديدات التحقيق والسجن».هنا لبّ القضية.
أنظمة باتت على دراية بمحركات اللعبة. لهذا أُلبست عملية القمع رداءً ديموقراطياً اسمه قوانين، وبدأ العمل. أشار المدونون إلى وسائل مختلفة لمواجهة هذه التحديات. في متابعة سريعة لواقع التدوين في الفترة الأخيرة في العالم العربي، تُلحظ أن مدونات كثيرة هجرها أصحابها.
ولا كلمة دونت فيها منذ نهاية 2011 مثلاً. الأسباب كثيرة، أوّلها تراجع لمصلحة وسائل التواصل الاجتماعي كفايسبوك وتويتر... وربّما يكون هذا الانتقال إحدى الوسائل المختلفة لمواجهة التحديات كما ذكر الملتقى! ليس ترفاً الوقوف في مواجهة القوانين المناهضة للحريات، الجارية على قدم وساق، بل هي ضرورة ملحّة.
من السجن، كتب علاء عبد الفتاح يوم السبت الماضي، 25 كانون الثاني/يناير، مع الناشط أحد دومة، المعتقل هو الآخر، رسالة مشتركة ختماها باعتذار للقراء عن أي ارتباك يُلاحظ في النص، «فلم يكن من السهل على من اعتادوا التعبير الآني بالموبايل والكيبورد أن ينخرطوا في عملية كتابة بالورقة والقلم».
فكرة
المدونون العرب في خطر!
«هناك اليوم هجمة غير مسبوقة على النشطاء عموماً والنشطاء الرقميين خصوصاً (...) وتقييد الحريات في بلداننا يتجاوز ما كان عليه قبل الربيع العربي». تلك خلاصة ملتقى المدوّنين العرب الرابع الذي انعقد في عمان (20-23 كانون الثاني/يناير 2014)، بعد بيروت وتونس.في المنطق، مرحلة ما بعد الثورات العربية، تقتضي سماع لهجة مختلفة وصورة أكثر نضارة للدائرة التي يعمل فيها الناشطون على الأرض.
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...