ماتت الطالبة آمنة باوزير داخل حرم جامعتها («الملك سعود») بأزمة قلبية حادة. نازعت من الحادية عشرة صباحاً حتى الواحدة (ساعتان)، وإدارة الجامعة نازعت لمنع دخول الإسعاف إلى الحرم الجامعي بسبب قرار «منع الاختلاط». في الخلاصة ماتت البنت الأسبوع الماضي (عام 2014) لأن «الاختلاط بين الجنسين» ممنوع.
ليست هذه الحادثة الأولى. عام 2002، احترق مبنى بتلامذته في مكّة، وماتت 14 منهنّ، بسبب منع المطاوعة رجال الإطفاء من دخوله وإنقاذهن. والحجّة، كالعادة، عدم ارتداء الفتيات للحجاب والعباءة السوداء.
في اليمن، حُكم رجل اغتصب بناته الأربع (2010) بالسجن لخمسة عشر عاماً، قابلة للتخفيف بعد الاستئناف. في المغرب، جرى إحصاء أكثر من 37 ألف حالة اعتداء على النساء سنة 2010، وهو رقم مُضاعف عن السنة التي سبقته، (وهذا ما جرى التبليغ عنه).
في مصر، عادت ظاهرة ختان النساء لتطفو على السطح بعد عام 2011، انتعشت بعد الأحداث وبعد استلام الإخوان المسلمين للسطلة، حسبما يؤكد ناشطون. وفي مصر، 35 في المئة من النساء المتزوجات تعرضن للضرب من قبل أزواجهنّ على الأقل مرة واحدة منذ الزواج. أمّا الحمل فلا يحمي المرأة، اذ تتعرض 69.1 في المئة منهنّ للضرب في حال رفضهنّ معاشرة الزوج. والنسبة نفسها تتعرض للضرب في حال الرد على الزوج بطريقة لم تعجبه، وفق إحصائية في عام 2005. ولا شيء يدعو للاعتقاد أن الأرقام تغيرت (نحو الأفضل) مذاك.
في غزة، سَجّل عام 2013 ارتفاعاً كبيراً في قتل النساء. أحصى مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي 25 حالة قتل للنساء بأبشع الطرق. وهذا رقم مُضاعف عن عام 2012، الذي قتلت فيه 12 امرأة. ووفق إحصائية في عام 2011، ظهر أن 52 في المئة من النساء الفلسطينيات تعرضن للضرب على الأقل مرة واحدة خلال العام.
وهكذا تتوالى الأرقام. تنزل فوق رؤوسنا بطَرق سريع. هذا ونحن نعيش في مجتمعات أرقامها تبقى مجهولة على الدوام. تسحب الأجوبة سحباً من أفواه ناسها. لا أحد يجيب. إذا وجدت الإحصائيات أو القصص المروية، تجدها قليلة أو قديمة أو غير شاملة. اعتباراتنا كثيرة، تبدأ من الخوف ولا تنتهي بالشعور بالفضيحة...
في السعودية، جرى العام الماضي إقرار أول قانون للحماية من العنف المنزلي. خطوة جريئة لكن بعَثرات كثيرة. ندعو للتبليغ عن عنف منزليّ. لكن من سيجرؤ على المبادرة والتدخّل في بيئة معطوبة التفكير تجاه المرأة... البارحة ماتت آمنة لأن القوانين تمنع الاختلاط. حسناً، فرضاً تمّ التسليم بالمنع. أين فرق الطوارئ الطبية والإنقاذية النسائية؟ أم أنها مهن ممنوعة على النساء؟
الأسبوع الفائت أقرت أفغانستان قانوناً جديداً يسمح للرجال بضرب زوجاتهم وأخواتهم وأمهاتهم من دون عقاب قضائي. وأُخرجت جرائم الشرف من دائرة المحاسبة والمحاكمة.
فكرة
فلنقتدِ بأفغانستان!
ماتت الطالبة آمنة باوزير داخل حرم جامعتها («الملك سعود») بأزمة قلبية حادة. نازعت من الحادية عشرة صباحاً حتى الواحدة (ساعتان)، وإدارة الجامعة نازعت لمنع دخول الإسعاف إلى الحرم الجامعي بسبب قرار «منع الاختلاط». في الخلاصة ماتت البنت الأسبوع الماضي (عام 2014) لأن «الاختلاط بين الجنسين» ممنوع.ليست هذه الحادثة الأولى. عام 2002، احترق مبنى بتلامذته في
فلنقتدِ بأفغانستان. فلنتصالح مع ذواتنا المريضة بقمع نسائنا وتهميشهنّ وضربهنّ. لا للالتفاف ومحاولات الظهور كدول ديموقراطية أو متحضرة شكلاً. لنحيَ كما نفكّر. قمعيون همجيون سلطويون ذكوريون إلى أقصى حدّ.
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...