كان يا ما كان في قديم الزمان، رجلٌ اسمه الفريق عبد الفتاح السيسي. وبعد سلسلة انتفاضات، وأحداث قلبت مصر رأساً على عقب، قام الرجل بانقلاب عسكريّ، وبات من بعدها الآمر الناهي في تلك البلاد. وفي نهاية ذلك العام، رفعت حالة الطوارئ. وقد خرج الرجل إلى شعبه عبر تسريب صوتيّ يحكي فيه عن رؤاه ومناماته. من هنا يجب على القصّة أن تبدأ، من أحلام القائد العسكري عبد الفتاح السيسي.
انشغل يوتيوب، الأسبوع الماضي، بتسجيل صوتي للقائد العسكري. حديث مُسرّب، من حوار أجراه معه رئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم» ياسر رزق. حكى الرجل عن منامات كانت تأتيه منذ 35 سنة، لكنه توقف عن سردها منذ عام 2006. وهذا تقديم لدليل قاطع على خبرته وطول باعه في هذا المجال. سرد مناماً قديما «من سنين طويلة جداً» عندما رأى نفسه يرفع علماً مكتوباً عليه «لا إله إلا الله» باللون الأحمر.
ثم حدث العبور نحو «العالمية»: «حلمت أنني في يدي ساعة ماركة أوميغا عليها نجمة خضراء ضخمة جداً، والناس تسألني إشمعنى أنت اللي معك الساعة دي، فقلت لهم دي باسمي، هي أوميغا وأنا عبد الفتاح». انتهى من السرد وانتقل إلى حلّ الأحجية: «وهذا يعني إني رحت حاطط أوميغا مع العالمية مع عبد الفتاح»!
كيف جرى هذا، وضمن أي منطق؟ لا أحد يعلم.
في المنام الثالث سمع الرجل صوتاً يقول له «حنديك اللي ما أديناهوش لحدّ»، أمّا الرابع والأخير فكان رؤيته للسادات وهو يقول له أنه كان يعلم أنه سيصبح رئيساً للجمهورية، فردّ عليه السيسي بالقول «وأنا عارف إني ح أبقى رئيس للجمهورية». يا فرحة مصر. مستقبل البلاد هنا، في رؤى الفريق الذي لم يكتفِ بالسرد. بل تطوّع، مجاناً، لتفسيرها وربطها ببعضها لتصبح معطيات علمية ثابتة.
لا فبركة، والاحتمال وارد أن يكون للسيسي علاقة بالتسريب. وحتى الآن لم يخرج أي تكذيب أو نفي لأيّ جهة.
المُضحك في القصّة، أكثر منها هي نفسها تحديداً، هو دخول جماعة الإخوان المسلمين على خطّ الاستهزاء والضحك على منامات السيسي الأربعة. وكأنّ لا علاقة لمحمد مرسي بهذه الموضة.
مرسي الذي سبق الجميع بانتقاء سرد الأحلام وتوظيف المفسّرين والمفسّرات على الشاشات للتفكيك والحلّ... نقيب الدعاة جمال عبد الستار، ظهر على قناة الجزيرة مُتفرّغاً للتفسير. وكذلك فعل القيادي في الجبهة السلفية خالد سعيد، الذي فسّر ما تيسّر له مُستهزئاً بالرجل، غاضّاً الطرف عن الأحلام الكثيرة في عهد مرسي، ومنها تولّيه الصلاة بوجود الأنبياء، والرؤية التي ظهر فيها جبريل في رابعة العدوية!
لبّ القضية حس الفكاهة المصرية. هذا التسجيل إعادة تأكيد. أناسٌ يمزحون ويمرّرون النكات بدءاً من الرئيس والقائد العسكري وصولاً إلى الشعب. السيسي يمزح. عقله أكبر من هذا... ربما.
ليت مصر تؤرق الرجل وتحرمه النوم، مُبعدةً هذه النكات الصوتية السمجة عن آذان المصريين.
فكرة
السيسي ومناماته الأربعة!
كان يا ما كان في قديم الزمان، رجلٌ اسمه الفريق عبد الفتاح السيسي. وبعد سلسلة انتفاضات، وأحداث قلبت مصر رأساً على عقب، قام الرجل بانقلاب عسكريّ، وبات من بعدها الآمر الناهي في تلك البلاد. وفي نهاية ذلك العام، رفعت حالة الطوارئ. وقد خرج الرجل إلى شعبه عبر تسريب صوتيّ يحكي فيه عن رؤاه ومناماته. من هنا يجب على القصّة أن تبدأ، من أحلام القائد العسكري عبد الفتاح السيسي.انشغل يوتيوب، الأسبوع
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...