«هابي بيرذداي» مصريّة

عمّت الفرحة الأجواء. إنها صورة الرئيس المعزول محمد مرسي بلباس أبيض، اللباس الرسمي للسجناء. صورة مباشرة للوجه مع ابتسامة الرئيس المعهودة، أمّا الثانية فجانبية. هذا ما احتفت به صحيفة «المصري اليوم» على صفحتها الأولى نهار الأحد الماضي، وأسمته «صورة الفيش والتشبيه». الأبيض، لباس المحبوسين احتياطيّاً،

عمّت
الفرحة الأجواء. إنها صورة الرئيس المعزول محمد مرسي بلباس أبيض، اللباس
الرسمي للسجناء. صورة مباشرة للوجه مع ابتسامة الرئيس المعهودة، أمّا
الثانية فجانبية. هذا ما احتفت به صحيفة «المصري اليوم» على صفحتها الأولى
نهار الأحد الماضي، وأسمته «صورة الفيش والتشبيه». الأبيض، لباس المحبوسين
احتياطيّاً، انتقل في عيون المُعادين للرجل مباشرةً إلى الأحمر من دون أيّ
مرور بالأزرق.

لعبة الألوان تجري على الشكل التالي: الأبيض: اللباس
الاحتياطي. الأزرق: لباس الحكم بالإدانة الذي يصل إلى المؤبد. الأحمر: لباس
حكم الإعدام.

صورة تمّ تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعية
بألوان وأشكال مختلفة. استيعاب ما حصل في أشهر قليلة ليس يسيرا، لا سيما أن
مرسي لم يحكم إلا لوقت قليل، وبقيت حجة «أعطوه وقتا» قوية، كما حجة انه
«أول رئيس مدني منتخب»، بعكس ما جرى لمبارك، حيث سيناريو حضوره إلى
المحاكمات كان على الأغلب مناسبة للتشفي منه ومن ابنيه النهّابين.

لكنه
الإبداع. ففي الوقت الذي يشتغل فوتوشوب على صور مرسي، كان وزير الدفاع عبد
الفتاح السيسي يحتل صدور الكنزات وقوالب الحلوى وأغلفة الشوكولا والعلكة
في مصر، وحتى الحلي تزينت بصورته. تلوّن السيسي بدوره. احتفى به جزء من
المصريين على طريقتهم، جمّلوا الرجل وعلّقوه في أماكنهم المحبّبة.

ووسط
دوّامة الصور، طفا على السطح مشروع قانون جديد. مشروع يرتبط بالحريّات
والكتابة والتصوير والرسم. أعلن وزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب،
انتهاء الوزارة من إعداد قانون جديد يجرّم الكتابة على الجدران. يعني
الغرافيتي. في عهد مرسي قامت الحكومة بمكافحة الرسوم عبر محوها. وبعد حملة
اعتراض واسعة، تمّ التراجع وتركت الساحة مفتوحة، ولو الى حد ما، أمام
التعبير بالغرافيتي. اليوم، هناك نيّة معلنة لقوننة المجال ومعاقبة من يرسم
على الجدران بـ«الحبس أربع سنوات وبغرامة مالية بحدود 18 ألف دولار
أميركي». والحجّة هي «العبارات المسيئة» التي كتبها أنصار «الإخوان
المسلمين» على جدران شوارع القاهرة، انتقاداً للشرطة والقوات المسلحة.

«مُسيئة»:
الكلمة مطّاطة. ماذا لو خرج البعض اليوم لرسم صورة «الفيش والتشبيه»
الخاصة بمرسي على شكل غرافيتي على جدران القاهرة؟ هل ستُحسب حينها رسوماً
مسيئة؟ ماذا لو رُسم السيسي مع قلوب حمراء تحيط به تعبيرا عن الحب الجم، أو
كنسر محلق في الجو؟؟

اليوم (الخميس في 21 تشرين الثاني/نوفمبر)
تُنظّم تظاهرة في ميدان «رابعة العدوية» احتفالاً بعيد ميلاد السيسي بدعوة
من «الجبهة الشعبية لتفويض الفريق الأول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع
رئيساً لمصر». أمّا حملة «كمّل جميلك» فاحتفلت (الثلاثاء) بميلاد السيسي
أمام وزارة الدفاع تحت راية «كل سنة وأنت طيب يا زعيم... اترشح ومصر
محتاجلك».

الاحتفال بمولد السيسي يأتي بالتزامن مع إحياء الذكرى
الثانية لأحداث محمد محمود والتي راح ضحيتها أكثر من 40 شهيداً من شباب
الثورة إثر اعتداءات الشرطة والجيش على المتظاهرين. وهكذا تسير العجلة في
مصر، خطوة إلى الأمام، اثنتين إلى الخلف.

للكاتب نفسه

عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..

التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...

رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟

عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...