مشروع "برافر ـ بيغن" بات واضحاً، يهدف إلى تقسيم النقب وتهجير أهله. ما ليس واضحاً هو ممارسات حكومة حماس في قطاع غزّة، والطريق الذي تنوي سلوكه أو ما الذي تطمح بالوصول إليه.
في يوم الغضب، السبت الماضي، جرى ما تجاوز التوقعات: عدة عواصم في العالم خرجت رافعةً الصوت ضدّ مخطط برافر، واشتعلت فلسطين عن بكرة أبيها، مثبتتة انها واحدة، من رام الله "المتبرجزة" الى حيفا المتمردة، مرورا بكل المدن والبلدات والدساكر. إلا غزة التي هامت في نقاش من نوع ثانٍ: قمعٌ علنيّ لوقفة شبابية في ساحة الجندي المجهول، واعتقال ثلاثة شبّان.
لا تفاصيل. غزة التي تنتهكها يوميا وبأشكال شتى ممارسات العدو الصهيوني، تَقرّر فيها فضّ اعتصام مُندّد بمخطّط "برافر" التقسيمي. أمّا الحجة فهي "عدم وجود ترخيص"! وكأنّ العمل المُقاوم ونصرة الحقّ يحتاجان إذناً، هذا إذا صحّت الحجّة فعليّاً.
البحث على صفحات التواصل الاجتماعية في الدعوات يظهر اعتصاما عند الساعة الثالثة ظهراً في غزة. كما يظهر وقفة دعا إليها "ائتلاف شباب الانتفاضة" عند الثانية عشرة ظهراً. إذاً وقفتان في غزة ضدّ مخطّط برافر. حسناً. جرى الاعتصام الأول وتحدّث خلاله كثيرون، من بينهم إسراء المدلل، الناطقة الإعلامية باسم حكومة حماس.
عند الثالثة ظُهراً بدأ الشباب بالوصول إلى ساحة الجندي المجهول. عند الرابعة وصلت سياراتان تابعتان لجهاز الشرطة، ترجل منهما مجموعات بالزي المدني وطلبوا من المعتصمين ضرورة إخلاء المكان. كان الردّ أنهم تقدموا بإشعار إلى وزارة الداخلية، ووجودهم قانوني. هنا تدخل رجال الشرطة وفضّوا الاعتصام معتقلين عدداً من المشاركين.
وانتهت القصّة بهذه البساطة. سبق وجرى فضّ اعتصام سابق بأعذار مُضحكة. هو اذاً اختزال لغزة واحتكار لصوت ناسها ونضالهم. مفهوم للسياسة أقل ما يوصف به أنه مغلق، استئثاري، لا يفكر إلا بالسلطة وبكيفية الامساك بها بأقل جهد. وفي شروط فلسطين، فهذا مدمِّر. ولكن حكومة حماس تسرح وتمرح على راحتها.
أحد الناشطين كتب على صفحة الدعوة إلى التظاهر على "فايسبوك" "خذلان فخذلان ومن ثم خذلان، هذا ما تعودنا عليه في أي فعالية بغزة، فبعد أن شددتُ العزم من خان يونس إلى غزة وأنا على يقين بأن برافر لن يمر، عدت أدراجي وأنا على يقين بأن برافر سيمرّ".البلاد تحت الاحتلال. يعني لا نحتاج إلى تراخيص أو أذونات لنناضل.
هم يريدون للبلاد أن تستفيق كلّ يوم رافعةً أعلام حماس، ولكنها كل يوم تحمل شباباً وناشطين لا ارتباطات سياسيّة لهم بالضرورة، ولكنهم لديهم موقف واضح يمكنهم التعبير عنه. في حيفا والنقب كانت تصل الصور بسيولة هائلة. ووزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان يُصرّح بأن احتجاجات "الأقليّة العربية في اسرائيل ضد مخطط برافر حرب على أراضي الشعب اليهودي"، ويعينه قائد لواء الجنوب بالقول "ما رأيناه اليوم شيء مختلف تماماً". أمّا غزة فانشغلت حكومتها بارسال دوريّة ومنع وقفة تضامنية. هذه الحكومة هي ذاتها فرضت على مناهج مدارسها التعليمية برنامج "الفتوّة"، للتدريب على الفنون القتاليّة... مستعينين بمقولة للرسول "المؤمن القويّ خيرٌ وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف".
هل حقا تؤمنون... بذلك؟
فكرة
برافر بين يدي حماس!
مشروع "برافر ـ بيغن" بات واضحاً، يهدف إلى تقسيم النقب وتهجير أهله. ما ليس واضحاً هو ممارسات حكومة حماس في قطاع غزّة، والطريق الذي تنوي سلوكه أو ما الذي تطمح بالوصول إليه. في يوم الغضب، السبت الماضي، جرى ما تجاوز التوقعات: عدة عواصم في العالم خرجت رافعةً الصوت ضدّ مخطط برافر، واشتعلت فلسطين عن بكرة أبيها، مثبتتة انها واحدة، من رام الله "المتبرجزة" الى حيفا المتمردة، مرورا بكل المدن
للكاتب نفسه
ثورة "17 تشرين" اللبنانية: استدعاء شعارات الربيع العربي
زينب ترحيني 2020-02-01
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟
عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..
زينب ترحيني 2017-08-03
التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...
رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟
زينب ترحيني 2016-06-12
عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...