الحوار اليمني.. آمال ومخاطر

"لقد قطعنا أشواطاً كبيرة لا يستهان بها، والشعب اليمني كله يتطلع إلى مخرجات الحوار التي سيتم انجازها وتمثل مرحلة مهمة بكل الأبعاد والمقاييس وسينطلق اليمن بعدها نحو آفاق واسعة ومستقبل مضاء".بهذه العبارة خرج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحاضرين في الاجتماع الاستثنائي لهيئة رئاسة الحوار الوطني الشامل، الذي انعقد منذ أيام، في 30 أيلول/سبتمبر. وعودٌ وتفاؤل وآمال كثيرة، في وقت ما

"لقد قطعنا أشواطاً كبيرة لا يستهان بها، والشعب اليمني كله يتطلع إلى مخرجات الحوار التي سيتم انجازها وتمثل مرحلة مهمة بكل الأبعاد والمقاييس وسينطلق اليمن بعدها نحو آفاق واسعة ومستقبل مضاء".
بهذه العبارة خرج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الحاضرين في الاجتماع الاستثنائي لهيئة رئاسة الحوار الوطني الشامل، الذي انعقد منذ أيام، في 30 أيلول/سبتمبر. وعودٌ وتفاؤل وآمال كثيرة، في وقت ما زال المؤتمر يواجه فيه تهديدات عديدة. فعليّاً، سُويّ كثيرٌ من القضايا بعد ستة أشهر من العمل والاجتماعات. لكن ما تمّ انجازه يُعدّ الأيسر، فالقضيّة الأساس هي «شكل الدولة اليمنية وقضيّة انفصال الجنوب».
وخدمة لهذا الجانب، يورد الموقع الالكتروني للهيئة ما اتفق بشأنه، وهو ليس تفصيلا، ولا هو نافل، بل يمكن ببساطة اعتباره سابقة في المنطقة: الاعتذار الرسمي عن كل الخروقات والانتهاكات لحقوق المواطنين وهدر كرامتهم، والتعهد بعدم تكرار ذلك، حظر إنشاء أي تنظيمات عسكرية من قبل أي جماعة، استقلالية وسائل الإعلام وكفالة حرية الصحافة بما يخدم المجتمع ويعزز مناخات الحرية، كفالة حق العامل في الأجر العادل والإجازة والتقاعد والتأمين الاجتماعي والصحي...
وهذا رسمٌ لعواميد أي دولة، للأسس المنطقيّة المفترض تواجدها في أي كيان ديموقراطيّ، والاتفاق عليه ثمين.
ولكن المعضلة تكمن في أنّ لب ما هو عالق في النقاشات أساسيّ ومحوريّ. فما زال الخلاف مستعراً حول شكل دولة اليمن: هل تكون دولة اتحادية بين إقليمين شمالي وجنوبي، أم دولة من 5 أقاليم، أم من 21 ولاية...
هناك صعوبة في حسم هذا الموضوع، على الرغم من تفاؤل الرئيس. فقيادة «الحركة الانفصالية في جنوب اليمن» أعلنت رفضها نتائج المؤتمر، وتمّت الدعوة إلى التظاهر في الثاني عشر من الشهر الجاري لإحياء «أكبر مليونية جنوبية»، في الذكرى الخمسين لثورة 14 تشرين الأول /أكتوبر. صحيح أن فصائل أخرى من الجنوب، وازنة، تبدو أكثر استعداداً للتفاوض حول مقترح الفدرالية الذي فرض نفسه كحل، إلا أن الخطر الذي يواجه مؤتمر الحوار من نوعين: أن يُذهب بهذا المقترح إلى ما يغدو تفتيتا لليمن، وذلك بعدم الاكتفاء بفدرالية من الشطرين الشمالي والجنوبي، أو أن يستعصي الوصول إلى اتفاق حول الفدرالية أصلا، فتعود للصعود الأصوات التي تتمسك بالوحدة الكاملة الناجزة (وهي لا تطبق إلا بالقوة ـ لو طُبقت ـ لأن هناك توافقا عاما في الجنوب على رفضها)، أو تلك التي تقول أنْ لا فائدة، ويجب إقرار الانفصال الكامل الناجز (مما ليس أفكاراً وقناعات فحسب، بل تقف خلفه مصالح متعددة)... يبقى أن الحوار، على صعوبته، بهدف لمس توافقات والسعي لتحقيقها في الواقع، هو بديل الحروب، بما فيها تلك الأفظع: الأهلية.
           

Normal
0

false
false
false

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

للكاتب نفسه

عندما ترتاد امرأة شاطئاً عامّاً..

التهديد بالعري مقابل "حشمة" الحجاب المفروض، كما يحدث الآن بخصوص المايوه في الجزائر، هو الوجه الاخر للعملة نفسها. الاصل أن النساء لسن عورات للستر وان لهن حقوقاً مساوية للرجال في...

رمضان في تولوز: هل ترغبين بالتذوّق؟

عند السادسة مساءً يكتظّ الوسط التجاري الخاص بباغاتيل. تنزل النسوة مع أزواجهنّ وأولادهم لشراء ما ينقصهم قبل الإفطار. صفّ الناس لسحب المال من ماكينة البنك تجاوز الرصيف ليصل إلى الطريق...