خروج مئات الآلاف من المتظاهرين في المحافظات "المنتفضة" يوم الجمعة الماضي، شكل انعطافة مؤثرة في مسيرة حركة الاحتجاج العراقية بعدما تلاشى جزء من ملامحها بعد سرقة الأضواء منها بسبب اغتيال قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبومهدي المهندس.
متظاهرو الديوانية من جهتهم، أكدوا أن حشودهم التي خرجت الجمعة، نصرةً لـ"سيادة" العراق دون سواه، أحبطت كل "مخططات الفاسدين" وصيادي الازمات.
وقال الناشط رسول العذاري، في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "من راهن على الوقت والترهيب والتخويف وتمزيق وحدة صفنا خسر كل رهاناته، ولم يعد قادرا على رفع وجهه امام إرادة شعبنا العظيم الذي يثبت يوما بعد اخر، وموقفا بعد اخر ان الوطن أغلى وابقى والتضحيات مهما ارتفعت فانها ضئيلة امام عراقنا الحبيب".
وأوضح العذاري، أن "واحدا من رهاناتهم الفاشلة الفتنة بين المتظاهرين والحشد، متناسين ان اغلب المتواجدين في ساحات الاعتصام في جميع المحافظات المنتفضة، هم اول من لبى نداء الوطن ودافع عنه متطوعا غير مأجور كما فعل الطرف الثالث الذي سرق ونهب وقتل باسم حشدنا المقدس".
من جهته، قال المتظاهر، احمد محبوبة، لـ"العالم الجديد"، إن "العراقيين ثابتون على انقاذ وطنهم هذه المرة من سطوة الأحزاب الفاسدة التي سمحت منذ توليها حتى اليوم بالنيل من كرامة الوطن وشعبه، وسمحت للجميع التدخل في شؤننا الداخلية وسياسة البلد الخارجية وعلاقته الدبلوماسية، وعملت الطبقة الحاكمة على حياكة المؤامرات لتمزيق وحدتنا لتبقى جاثمة لأطول وقت على صدورنا".
وتابع محبوبة، أن "الدعوات التي انطلقت قبل أيام للتظاهرة المليونية التي عمت ارجاء المدن المنتفضة، رسالة لهم بان زمانهم قد ولى ولن نقبل بتمثيلهم لنا في البرلمان او الحكومات، لانهم اثبتوا ان ولائهم لأحزابهم والدول التي يدافعون عن مصالحها على حساب مصلحة وكرامة أبناء الوطن"، مشيرا الى ان "حملة البرلمان لا يمثلنا، خاصة بعد مواقفه الأخيرة وتغاضيه عن تحقيق مطالب المنتفضين، ليست شعارا رفعناه فقط بل هو إشعار رسمي علني، لسحبنا الثقة عنهم فلم يعد لهم تخويل للحديث بأسماء أي من مواطني المحافظات لانهم يمثلون الكتل والأحزاب الفاسدة والدول وليس شعبهم".
بدورها، أكدت الناشطة، كريمة الطائي، أن "خطاب المرجعية اليوم أطاح بكل المؤامرات وأفشل خطط العملاء وخونة الوطن والشعب، من بددوا ونهبوا الثروات، وزاد من اللحمة الوطنية بين جميع المكونات، وما شاهدناه من اعداد مليونية في جميع المحافظات على الرغم من تعرض متظاهري البصرة للقمع واغتيال الصحفي احمد عبد الصمد، لكن العراقيون تعودا التضحية والفداء من اجل الوطن ومستقبل أبنائنا".
ودعا ناشطون على منصات التواصل الاجتماعية مطلع الشهر الجاري الى تظاهرة مليونية في عموم المحافظات المنتفضة، لإعادة زخم التظاهرات التي تسببت الازمات السيادية التي تعرض لها العراق الى التغاضي عنها وتعرض بعض المعتصمين في عدة مدن الى اعمال عنف نفذها مسلحون مجهولون يرجح ارتباطهم باحزاب وحركات سياسية.
وشهدت محافظة البصرة الجمعة الماضية، صداما بين الاجهزة الأمنية والمتظاهرين أدت الى اعتقال عدد منهم ما دفع المحتجين الى حصار مركز الشرطة واجبار منتسبيه على اطلاق سراح من القي القبض عليه. كما اغتيل مراسل قناة دجلة في مدينة البصرة مساء اليوم الجمعة، الصحفي احمد عبد الصمد، في سيارته وسط مركز المدينة.