أثناء انتظاري في صالة مغادرة مطار الملكة علياء الدولي بعمان، وصلت جهازي بشبكة الواي فاي فوصلني كمٌ كبير من رسائل الواتس أب، أغلبها كانت رسائل تحذيرية من أصدقائي، يحذرونني من أن عدن محفوفة بالمخاطر هذه الأيام، وأن الوضع هناك قد ينفجر في أي لحظة.
اغرورقت عيناي بالدموع وبدأ جسمي بالارتجاف، ماذا لو حدث لي شيء في عدن؟ لقد مر عامٌ تقريبًا منذ آخر مرة كنت في اليمن، وأريد أن أفاجئهم، فهل ستلومني عائلتي لأنني لم أخبرها بأنني عائدة إلى اليمن؟
وماذا عن صديقتي التي تنوي أن تقلني من مطار عدن، وتستضيفني ليلة في منزلها، قبل رحلتي الطويلة عبر البر إلى صنعاء، هل سيكون ذلك ممكنًا وقت وصولي؟ يقع منزلها في منطقة أصبحت محاطة بعناصر جماعات مسلحة مختلفة.
ربما من الأفضل أن أحجز رحلة أخرى وأعود إلى فرانكفورت، إلى شقتي بالقرب من الحرم الجامعي، وأن ألغي خطة السفر بأكملها، ولكن اتصالي بأختي في السعودية قوى عزيمتي، سوف أسافر، مهما حدث.
السفر من وإلى اليمن، أو التنقل داخلها طويل ومجهد حتى في ظل أفضل الظروف خلال الحرب. هناك دائما حالة من عدم اليقين بشأن المطارات، هل ستكون مفتوحة أم مغلقة؟ هل سيكون السفر سلسا على الطرق التي تمر بخطوط المواجهة، وتصطف عليها عشرات نقاط التفتيش التي يديرها مسلحون مختلفون؟
النص الكامل على موقع "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية"