"جدليّة": انكليزيّة ـ عربيّة بلا استشراق

لا يتأخّر متصفّح موقع "جدلية" في التقاط خيطه المسيِّر: موقع ينظر إلى قضايا العرب من منظار تحرُّري ـ اجتماعي ـ عروبي بمعناه الحداثي، ويتوجه أساساً، بلغتيه الانكليزية والعربية، إلى القرّاء في الولايات المتحدة، فضلاً عن العالم العربي، بحسب القيّمين على الموقع الذي يصدر عن "معهد الدراسات العربية"، ومجلّته ARAB STUDIES JOURNAL. وقد يكون هذا الاهتمام بالجمهور "الأجنبي" جلياً من خلال صدارة المقالات والتقارير المنشورة بالانكليزية على الموقع، مقارنةً مع القسم العربي الذي أعلن القيمون على "جدلية" أخيراً أنهم أطلقوا صفحة بحلّة جديدة له، علماً أن استحداث الأقسام والأبواب في "جدلية" أمر متلاحق، إذ أُطلق مؤخراً قسم مخصَّص لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، وآخر مخصص للمغرب العربي وصفحة سورية ثابتة وكذا صفحة مصرية، كل ذلك بعد نحو عام من إطلاق قسم الثقافة على الموقع المذكور.
لا حرج لدى "جدلية" في نشر أو ترجمة مواضيع وتقارير سبق لكبريات الصحف ومراكز الدراسات الجدية أن نشرتها، مع الاشارة طبعاً إلى مصدرها الأصلي. كما أنّ الهمّ العربي للقيمين على الموقع، بسام حداد وسنان أنطون وزياد أبو الريش وابتسام عازم، وغيرهم، لا يمنعهم من العمل مع مجموعة من المتطوعين الأجانب، من باحثين ومحررين ومترجمين، مع إيلاء سوريا وفلسطين ومصر والعراق أولويّة تفرضها سخونة الحدث. خيارات مراجعة الكتب تبقى موفَّقة في أغلب الأحيان، ومنها كان قراءة في كتاب المناضل السعودي الشيوعي إسحاق الشيخ يعقوب. أما إحدى المقابلات السياسية البارزة، فكانت تلك التي أجراها محرِّر الصفحة الرئيسية والسورية، بسام حداد، مع القيادي في "هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديموقراطي" هيثم مناع على عدة أجزاء بالصوت والصورة.
"جدلية" بحاجة لمساهمين مصوِّرين من العالم العربي. هذا ما يعلنه القيّمون على الصفحة الأولى للموقع. دعوة قد تكون الاستجابة إليها أمراً مفيداً في إطار الهدف المعلَن لـ"جدلية"، أي مناقشة وفهم العالم العربي وفقاً لواقعه كمنطقة تسكنها مجموعات بشرية ومجتمعات تتحرّك بشكل ديناميّ، وليس كما يراه الآخرون "مجرّد مصدر تهديد وصراعات وقاعدة بيانات وأرقام".

www.jadaliyya.com