إن واحدا من انجازات انتفاضة تشرين هو عودة ظهور الوطنية العراقية بقوة على يد الجيل الجديد معبرا عنها بشعاراته وتصديه بصدور عارية للرصاص وهو يهتف فقط للعراق، وهي خطوة جبارة في بلد لازال حديث عهد بحرب طائفية، اذ يتوقع ان تكون لها تداعيات ايجابية على العمل السياسي ودور الاحزاب الاسلامية، كما كان من الامور اللافتة اثناء وبعد الانتفاضة غياب الرؤيا والبصيرة السياسية لكل احزاب الاسلام السياسي التي افتقرت للحد الادنى لتصور مشاكل البلد ومعاناة ناسه وهو ماقادها الى الوقوف عكس منطق الحياة واغلبية المجتمع عندما ذهبوا بخفة شديدة لنسبة المظاهرات الى البعث تارة والى اميركا واسرائيل تارة اخرى، وهو ما ينذر بغياب للحلول وان كانت جزئية او طويلة المدى وهوما يثير الشكوك في مستقبل النظام اذ ان ذلك يعزز من خيار القمع طريقا وحيدا للحفاظ على النظام السياسي وهو خيار يعني ضمن امور اخرى وخصوصا بصيغته المتطرفة والشرسة التي رايناها في الايام الماضية ان الهوة اصبحت كبيرة بين الشعب وحاكميه مثلما تدل على عظم المصالح التي يدافع عنها مناصروا النظام والتي حصلوا عليها باساليب غير شرعية، والتي تجعل من القسوة الشديدة امرا مقبولا ومشروعا لهؤلاء.
النص الكامل على موقع "العالم الجديد"