"لوّن جدار شارعك": اليمنيّون يختارون البهجة

  تشهد العاصمة اليمنية صنعاء محاولات لبث بعض المتعة والفرح في قلوب سكانها، الساعين إلى إعادة الاعتبار للحياة في يوميّاتهم. ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، تستضيف جدران شوارع المدينة رسوماً لا تهمّ درجة جماليتها في بلد فقير بهذا النوع من الفنون الشعبية، بقدر ما يهمّ أنها تبعث رسالة تفاؤل بغدٍ أفضل فيه مكان للألوان. صاحب دعوة "لوّن جدار شارعك" هو الفنان اليمني الشاب مراد سبيع،
2012-07-05

أحمد الزكري

كاتب صحافي من اليمن


شارك

 

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء محاولات لبث بعض المتعة والفرح في قلوب سكانها، الساعين إلى إعادة الاعتبار للحياة في يوميّاتهم. ومنذ 15 آذار/مارس الماضي، تستضيف جدران شوارع المدينة رسوماً لا تهمّ درجة جماليتها في بلد فقير بهذا النوع من الفنون الشعبية، بقدر ما يهمّ أنها تبعث رسالة تفاؤل بغدٍ أفضل فيه مكان للألوان. صاحب دعوة "لوّن جدار شارعك" هو الفنان اليمني الشاب مراد سبيع، الهادف من حملته إلى "الخروج ممّا نمر به في البلاد من إحباط سياسي" على حدّ تعبيره. وعن الحملة الفنية الشعبية التي أطلقها، يقول مراد "نطمح إلى تعميم فكرة الفن في هذا البلد على جميع شرائح المجتمع". همّ يشغل بال الفنانة الشابة هند النصيري، المنضمة إلى الحملة منذ أسبوعها الأول، بما أنّ "أوّل ما دار في خاطري عن الحملة، هو أنّ الفن سيصل إلى الناس بكل فئاتهم وطبقاتهم".
وبالفعل، لقيت الدعوة استجابة لافتة في شوارع صنعاء، إذ غطّت الحملة مساحات من العاصمة لم تصل إليها مسيرات الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح. ويمكن تحسُّس نوع من النجاح للحملة، التي لم تعرها وزارة الثقافة اليمنية اهتماماً، من خلال بعض تعليقات المارّة في شوارع صنعاء. قال أحدهم بعفوية عن الرسوم المنتشرة على الجدران "لا أدري ماذا يقصدون بهذه الأشكال، لكنها جميلة". بدوره، كتب محمد عباس على صفحة الحملة على موقع "الفايسبوك": "كم أتمنى لو كنتُ رسّاماً، ومع هذا أتمنى لو أنّ أحداً يريد أن أساعده. يكفي أن أحمل فرشة الألوان".
برز في بعض الجداريات عمّال النظافة الذين أضربوا عن العمل طويلاً للمطالبة بحقوقهم الوظيفية، كما ظهر الأطفال والعاطلون عن العمل، وهم يمثلون نسبة كبيرة في اليمن، احدى أفقر دول المنطقة والعالم ربما، بوجود أكثر من 10 ملايين شخص (من مجمل سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليوناً)، يعانون انعدام الأمن الغذائي، و800,000 طفل ضحايا سوء التغذية الحاد، وفق "شبكة الأنباء الإنسانية" (إيرين) التابعة للأمم المتحدة.
وفي السياق، كتبت الناقدة والفنانة التشكيلية اليمنية آمنة النصيري أيضاً على "الفايسبوك" في 5 نيسان/أبريل الماضي: "للمرة الأولى منذ سنوات، أتأمل الجدران نفسها، الباردة الكالحة القاسية، والتي صار لها حياة اليوم. هكذا هو الفن، يؤنسن المدن ويحيل جدرانها إلى مدوّنات لونية تسرد أحلام الناس ببساطة". في المقابل، لم يكتشف الشاب صامد السامعي قدرته على الرسم إلا حين تجاوب مع الحملة في أسبوعها الثالث، وبدأ يرسم متفاجئاً من نفسه على حد اعترافه، وهو أنجز ثماني جداريات في شهر واحد.

مقالات من اليمن

للكاتب نفسه

الحـوار الــوطـنـي فـي الـيــمــن

هل سينجح «مؤتمر الحوار الوطني» في اليمن، الموشك على الانعقاد بعد تحضيرات وتأجيلات، ليلج باليمنيين إلى مستقبل تاه كثيرا في ماض متخم بالقمع والفساد والحروب الأهلية؟ هل مآلات هذا الحوار...