في الأوّل من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 أرسل شخص يحمل الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو Satoshi Nakamoto بريداً إلكترونياً إلى قائمة بريديّة مُشَفّرة تحتوي على عناوين من قيل إنّهم أشخاص يؤمنون باللامركزيّة ونظم التشفير. أرفق ناكاموتو برسالته ورقةً عن نظامٍ نقديّ جديد يُدعى "بيتكوين" Bitcoin يستثني الوسطاءَ في تعاملاته.
سبق ذلك التاريخ دخولٌ هادىءٌ لموقعٍ خاصٍّ بالعملة الجديدة إلى عالم الفضاء الإلكترونيّ، تحديداً في أغسطس/ آب 2008، تحت عنوان bitcoin.org، لتبدأ بعدها بأشهر قليلة عام 2009 رحلةُ صعود أوّل عملة إلكترونيّة مُشفّرة وأكثرها تداولاً حتى الآن.
يُرجع البعض أسباب خروج العملات المشفّرة إلى عالم النور، إلى الأزمة الماليّة التي ضربت العالم عام 2008، حين أصبحت البنوك الكبرى محطّ اتهامات بخداع العملاء، واستغلال أموال المودعين، والتحايل على الأنظمة. في مقابل ذلك، قامت فكرة العملة الرقميّة على أساس إزالة الوسيط بين المتعاملين، وإلغاء رسوم الفائدة، ورفع مستوى الشفافية في المعاملات.
تتّصف عملة الـ"بيتكوين" بعدد من الصفات التي تميّزها عن العملات التقليديّة كالدولار واليورو وغيرها، وأهمها اللامركزيّة، إذ تُديرها شبكة مفتوحة من أجهزة الحاسوب على مستوى العالم، ولا تخضع لرقابة مؤسسة واحدة كما في العملات التقليديّة. كما تتميّز بكونها عملة ذات عرض محدود، إذ أن الوحدات الرقمية منها تصل إلى 21 مليون وحدة فقط، على عكس العملات التقليديّة التي يمكن للدول طباعة المزيد منها. إضافةً إلى ميّزة مهمّة أخرى هي الأمان، إذ لا يتطلب امتلاك عملة الـ"بيتكوين" وتحويلها من حافظة إلى أخرى التعريف بالهويّة الشّخصيّة، أو أيٍّ من أغراض التحقق التي تتطلبها عمليات التحويل والمدفوعات في العملات التقليديّة.
ونظراً لشبكة الأمان الشخصيّ التي توفرها العملات المشفّرة وخاصّة "بيتكوين"، كشفت تقارير ودراسات صدرت عام 2018 عن أن حوالي ربع مستخدميه يشاركون في نشاطٍ غير قانونيّ.
مقتطف من تقرير لموقع "متراس" يستعرض كافة جوانب عملة الـ"بيتكوين"، من الإنتاج إلى القيمة الماليّة واستخداماتها بين عالمي الجريمة والسياسة، وصولا إلى رحلة المنظمات الجهاديّة مع الـ"بيتكوين"، لا سيما في قطاع غزة. النص الكامل على الموقع.