تم دعم هذه المطبوعة من قبل مؤسسة روزا لكسمبورغ. يمكن استخدام محتوى المطبوعة أو جزء منه طالما تتم نسبته للمصدر.
"مهاجرون قادمون من بلاد دمّرتها الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية، يتفقون مع مُهَرّبي البشر، ثمّ ينتهي الحال بهم غرقى في البحر أو عبيداً لدى تجار البشر".
هذه هي القصة الحصرية التي تروّجها وسائل الإعلام الغربية. قصة جيدة، تخدم ببساطتها الخَطّية تغطية الهجرة غير النظامية من وجهة نظر الجانب الآخر للبحر المتوسط، وتداعب مخيلة الأوروبيين، حيث تصور المهربين كعملاء غامضين متكيفين مع الإجرام، يصعب الإمساك بهم، والأفارقة المهاجرين كبسطاء مغامرين ينتهي بهم الحال إلى مصائر مأساوية.
بين عامي 2010 و2015، زادت أعداد المهاجرين الوافدين الى مصر من 295 ألفاً إلى 491 ألفاً، بحسب إحصاءات صدرت في 2018 عن "المنظمة الدولية للهجرة" التابعة للأمم المتحدة. وهم قدموا إلى مصر من جنوب السودان وأريتريا وأثيوبيا وتشاد والصومال والسودان، فضلاً عن فلسطين وسوريا، لتصبح مصر واحدة من المحاور الرئيسية لعبور المهاجرين الى أوروبا.
وفي 2018 كان الافارقة المسجلين كلاجئين أو كطالبي لجوء لدى مفوضية الأمم المتحدة يبلغون الاعداد التالية: الأثيوبيين 14.564، والأريتريين 12.995، الجنوب سودانيين 10.518، والصوماليين 6.714، بينما شكلت الجنسيات الأخرى 6.579. وقد قبل منهم في مصر 3.118 لاجئ بشكل رسمي، بحسب تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وقد كان لإغلاق طريق البلقان، وتبنّي إجراءات رقابية مشددة في بحر إيجه الواقع بين تركيا واليونان، أثره في زيادة الدفق عبر مصر وليبيا، وخاصّة وأنّ تركيا وقعت اتفاقية مع أوروبا في نيسان/ إبريل 2015 لاستعادة اللاجئين المنطلقين عبرها.
وبحسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فلم يكن الرقم في العام 2013 يتجاوز الـ57 ألف مهاجر قادمين الى مصر أو عبرها من شرق أفريقيا (جنوب السودان وأريتريا وأثيوبيا والصومال).
وجوه
• علي موكي (23 عاماً) جاء من الكونغو إلى مصر بالطائرة لـ"يدرس التجارة في جامعة القاهرة". عاش في مصر ثلاث سنوات، تدبرت عائلته الهجرة إلى أوروبا (وهو لا يقول كيف) بينما قررت له أن يكمل تعليمه في القاهرة قبل أن يلحق بها. قال إن الحياة في الكونغو صعبة للغاية، وكل الناس يفكرون بالهجرة كل الوقت، فـ"المدارس سيئة، والاقتصاد متدهور، وكثير من الشوارع مظلمة، ولا يوجد عمل، والشباب يقتلون الوقت بلعب الكرة"، وقال إنّ الجميع يريد المغادرة: العائلات الميسورة تفكر بالسفر بطريقة نظامية، بينما تفكر الغالبية بترك البلاد بطريقة غير نظامية.
بين عامي 2010 و2015 زادت أعداد المهاجرين الوافدين الى مصر من 295 ألفاً إلى 491 ألفاً، بحسب إحصاءات صدرت في 2018 عن "منظمة الهجرة الدولية" (IOM) التابعة للأمم المتحدة.
• تكلة (27 عاماً)، أريتري مسيحي يقول انه من طائفة العنصرة (أو "الحركة الخمسينية"، وهي أجدد الحركات المسيحية وأسرعها انتشاراً اليوم)، ومن مدينة أسمرة عاصمة أرتيريا، فرّ من بلاده بسبب الاضطهاد الديني، وشرح أنّه كان يُصلّي في الخفاء، لأن خطر السجن كبير لمن يقوم بها، وأن مئات المنتمين إلى "العنصرة" يقبعون في السجون بسبب معتقداتهم الدينية. جاء تكلة إلى مصر عابراً الحدود الاريترية إلى شرق السودان بفضل إرشادات المهربين، ثم إلى الخرطوم مستقلاً سيارة جيب، وقطع الصحراء إلى أسوان، ثم سافر بالقطار إلى القاهرة. وهو ينتظر مغادرتها عبر سماسرة دفع لهم ألفي دولار مقابل رحلته.وقد أدّى ظهور داعش في ليبيا، وتفكك الدولة هناك إلى تعرض اللاجئين المسيحيين الأفارقة إلى مخاطر أكبر، ما دفع الكثير منهم إلى التفكير بالسفر عبر الأراضي المصرية المطلة على البحر المتوسط، على الرغم من أن ركوب البحر من ليبيا أيسر.
• رهوة صبية نحيفة تبلغ من العمر 16 عاماً، فرت لوحدها من قرية صغيرة في المرتفعات الأريترية، تعاني من تداعيات عدوى طفيلية أصيبت بها بسبب المياه القذرة التي قدمها لها المهربون، وقد تعرّضت لاعتداء جنسي من مهربين.
أما اللاجئون الأثيوبيون في مصر فينتمون إلى قبائل الأورومو، وهم أغلبية قياساً بمختلف تشكيلات البلاد، إلا انهم كانوا يعانون من الاضطهاد الشديد (حتى انهم شكلوا "جبهة تحرير الاورومو").. الى أن تسلم رئيس جديد ينتمي الى هذه الاثنية البلاد في آذار /مارس 2018.
شريان الحياة بين مصر والسودان
تتبع السلطات السودانية سياسات حادّة حيال مخيمات اللاجئين، وتقيد حرية حركتهم. وقد أدانت المفوضية السامية ترحيل اللاجئين واعادتهم الى بلدانهم، وخاصة الأريتريين منهم. ولدى الخرطوم تشريع بشأن اللجوء تتم على أساسه إجراءات تحديد وضع "اللاجئ"، وهو مستمد من اتفاقية منظمة الوحدة الافريقية لعام 1969.
وقد استضافت السودان بحسب تقرير الأمم المتحدة لعام 2017 ما يزيد على 793.700 طالب لجوء ولاجئ.
وتوجد مخيمات عدة في السودان منها "خور رول"، ويشتهر بضمه لاغلبية من القادمين من جنوب السودان. أما أسوأ مخيمات اللجوء فـ"شجراب" حيث يشتهر بنشاط المتاجرين بالبشر فيه والخاطفين.
• عبد الله 23 (عاماً) وُلد في هذا مخيم "شجراب"! وصفه بالسجن، ولم يكن يتمكن من الحركة سوى من وإلى المدرسة" (1). سافر عبد الله الى القاهرة وعاد ثانية إلى السودان، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل مع الصليب الأحمر السوداني، وقال أنّ أفراد الأمن السوداني يسمحون للخاطفين من قبيلة الرشايدة، (أصولها ترجع إلى جزيرة العرب، ومتفرقة على ساحل البحر الأحمر بين مصر والسودان) بالدخول الى المخيم، حيث يخطفون اللاجئين ويطلبون منهم فدية، وفي بعض الاحيان يبيعونهم للقبائل البدوية لينقلونهم إلى صحراء سيناء. وإنْ لم تدفع العائلات فدية أقاربها بالسرعة الكافية، فسيقوم الخاطفون بتعذيب الضحايا ويتصلون بالعائلة أثناء القيام بذلك من أجل الضغط عليهم لدفع المال.
سيناء: مهاجرون ومهرّبون وعساكر
01-08-2018
وفي أم درمان هناك "سوق افرنجي" و"سوق ليبيا"، وهي مناطق انطلاق إلى مصر أو ليبيا، ويتقاضى المهربون ما بين 500 و800 دولار للرحلة إلى الحدود. وقال عمر الجنيد، وهو تاجر يعمل في مجال التهريب منذ ست سنوات، أنّ اللاجئين من شرق أفريقيا يدفعون أقلّ ما يمكن من تكاليف، بينما يدفع السوريون الكثير: "اللاجئون الافارقة يدفعون أقل ولكنهم مجبرون على العمل كثيراً، وغالباً يعاملون كعبيد"، وقال أيضاً: "السوريون لديهم المال، ويريدون الذهاب إلى أوروبا بأسرع وقت ممكن".
توجد مخيمات عدة في السودان، منها "خور رول"، ويختص بضمه لأغلبية من القادمين من جنوب السودان. أما أسوأ مخيمات اللجوء في البلاد فـ"شجراب" الذي يشتهر بنشاط المتاجرين بالبشر فيه والخاطفين.
• غيمي غادر بلده أريتريا وهو لم يتجاوز 16 عاماً بالسر عن والديه حرصاً على سلامتهم فيما إذا ما استجوبتهم الحكومة، ووصل إلى القاهرة. مرّ هو الآخر بصعوبات في مخيمات السودان. تجاوز في رحلته العديد من نقاط التفتيش حتى وصل إلى كسلا شرق السودان. ويتعاون المهربون مع أفراد أمنيين سودانيين يبقونهم في محطات انتظار خارج كسلا بمنطقة "مستورة"، حيث يقيم العديد من قبيلة الرشايدة. بعض اللاجئين يسافرون إلى الخرطوم، وآخرون يتم تسليمهم إلى المتاجرين بالبشر. ومن المفارقة أنّ منطقة مستورة موطن مسؤولين حكوميين. عَلِق غيمي في مخيم "شجراب" وطُلب منه 280 دولار لمغادرته، وانتقل بسيارة "تويوتا لاند كروزر" وهي المستخدمة من قبل قوات الأمن السودانية بشكل كبير، لم توقفهم أي نقطة تفتيش. ثم سكن في حي غريف، المنطقة التي يعيش بها معظم الأريتريين في الخرطوم، ليعمل في مهن عدة مثل غسل الصحون في المقهى، حتى حاز على المال الكافي للسفر إلى مصر، ومنها الى ليبيا.
وتكلف الرحلة من كسلا إلى الخرطوم بين 300 و450 دولاراً للرجال و750 دولاراً للنساء، لـ"ضمان سلامتهن".
ويحاول المهربون اقناع الشباب في أريتريا بترك والديهم سراً والسفر بطريقة غير نظامية إلى أوروبا، وغالباً ما يقع هؤلاء في أيدي الميليشيات التي تدير تجارة الرقيق في ليبيا (2).
وتبدو غامضة العلاقة بين الشرطة السودانية والمهربين وتجار البشر، ولكن بينهم ما يبدو أنه مصالح مشتركة. يطلب الشرطي السوداني من اللاجئ الأريتري والأثيوبي بطاقة تعريف الهوية، ويفهمه أن عليه أن دفع خمسين دولار، لأنه قد يمزق بطاقته ويعيده إلى بلده. وليس السودان بلداً مقصوداً في الهجرة بل هو معبر، لا يرغب اللاجئون بأن يعلقوا فيه.
بين مطرقة الأمن وسندان المهربين
وعند وصول اللاجئين الأفارقة إلى مصر، يستخدمون شبكات تهريب عدة معظمها متمركز في القاهرة والاسكندرية، وتوجد منصات ساحلية للتهريب إلى أوروبا بين دمياط في الشرق ومرسى مطروح في الغرب، خاصة تلك التي لا يتواجد فيها أفراد من شرطة الحراسة. ومن هناك يتم نقل المهاجرين على متن قوارب إلى أوروبا. وكانت السلطات المصرية قد احتجزت في تلك الاماكن 7 آلاف شخص، ما بين آب/ أغسطس 2013 ونهاية 2015، لمحاولتهم الهجرة غير النظامية، (بحسب "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية").
يرى علي موكي القادم من الكونغو الى مصر للدراسة، أن العيش هنا بات معقداً أكثر من السابق بسبب غلاء أسعار المواصلات وانخفاض سعر الجنيه. ويمتدح مصر لإتاحتها لعب الكرة في أفضل نواديها لجنسيات أفريقية ويقول إن صديقه كاسونجو تمكن من الالتحاق بنادي الزمالك.
علي، طالب لجوء صومالي من بين هؤلاء المحتجزين، فرّ من الاضطرابات في وطنه عام 2007. رحلته مرت بأثيوبيا وكينيا والسودان قبل وصوله إلى مصر 2014، وهو احتجز مرتين بسبب الهجرة غير القانونية، مرة في السودان ثم أخرى في مصر (3). وتحدث علي إلى الإعلام وهو في غرفة سيئة التهوية بمركز شرطة كرموز، وقال إنه يرغب في الحصول على حياة أفضل، وإرسال الأموال إلى عائلته، ويحلم بوظيفة جيدة، وحاول مغادرة مصر لأنه لم يتمكن من العثور على عمل أو مساعدة من المفوضية.
وكان يوجد في مركز احتجاز "كرموز" عام 2015 حوالي 89 معتقلاً منهم 15 صوماليا، و15 قاصراً، و16 سورياً، و58 فلسطيني سوري.
وتُدار شبكة التهريب في مصر من قبل حفنة من "الرؤساء"، يعرفهم بعض السوريين المقيمين في القاهرة باسم "الحيتان"، ولهم أسماء أخرى مثل "الجنرال" و"الدكتور". ويقال إنهم ثلاثة: مصري وسوري وفلسطيني سوري، ويقول آخرون أنهم ليبيون.
وتكشف الحملات الأمنية للقبض على مافيا التهريب بعض التفاصيل. ففي آذار/ مارس 2017 أعلنت الداخلية المصرية ضبط تشكيل عصابي لتهريب الشباب إلى إيطاليا من الاسكندرية، ومعظمهم سماسرة عقارات، أو سبق اتهامهم بقضايا "التورط في الهجرة غير النظامية"، ويستخدمون عائمات غير آمنة وغير معدة لنقل البشر، كما لديهم وحدات سكنية عرف منها فيلا بمنطقة "كينغ مريوط" بالاسكندرية.
ويُسيّر المهربون رحلاتهم عبر سيارات نقل كبيرة مخصصة للمواشي، يجري إخفاء المهاجرين بين أقدامها، حتى يصلون إلى مركب مطاطي صغير ينقل 15 فرداً الى مركب أكبر ينتظر في البحر.
تركز السلطات المصرية على الإجراءات الأمنية وعلى تشديد العقوبات على المهربين، كسبيل لوقف الهجرة وتدفق اللاجئين. إلّا أنّ المعاناة الإنسانية لا تزال قائمة في دول منبع الهجرة بالجنوب والشرق، ما يعني أن تدفق المهاجرين سيستمر، ولا سيما أن للشبكات المتنفذة المستفيدة من الهجرة غير النظامية، كالمهربين والمتاجرين بالبشر ووكلاء الأجهزة الأمنية، مصلحة في استمرارها.
وتنشط الهجرة غير النظامية في الصيف، وفي الشواطئ الضحلة كتلك الممتدة بين محافظتي كفر الشيخ والاسكندرية. ويخضع المكان لمراقبة من المهربين لايام متوالية للتأكد من أنه غير خاضع لرقابة حرس الحدود التابع للجيش المصري. وحين يعلقون، يعرض بعض المهربين على الحرس مبالغ مالية مقابل أن يَترك المهرّب. فإذا كان فرد الحراسة من وسط اجتماعي فقير فيرشونه بخرطوشة سجائر أو ب 5 آلاف جنيه، ولكن المبلغ يصل أحيانا إلى ملايين الجنيهات.
لذا تشن السلطات المصرية عمليات تفتيش مفاجئة ودورية على أفراد الحراسة، ويتم استبدالهم أحيانا بشكل مفاجئ حتى يتم إجهاض عمليات التهريب.
وتركز تصريحات المسؤولين في مصر على كفاءة الإجراءات الأمنية، زاعمة أنها توقف تدفق اللاجئين غير النظاميين إلى أوروبا من موانئها. اللواء أحمد يوسف عبد النبي قائد حرس الحدود الأسبق، صرح العام الماضي أنّ قواته مزودة بمعدات متطورة مثل "طائرات بدون طيار، وأجهزة مراقبة حديثة"، كما "تكثف الدوريات"، ولكنه لم ينفِ استمرار عمليات التهريب.
وقالت تصريحات حكومية مصرية في كانون الاول/ ديسمبر 2017 أنه قضي تماماً على ظاهرة الهجرة غير النظامية تماما، وذلك منذ أيلول/ سبتمبر 2016. وقد قال طارق رضوان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن الإجراءات التي تبنتها مصر في حربها على الهجرة غير النظامية، خاصة حيال الأفارقة الذين يأتون إلى مصر باعتبارها دولة عبور، قد أمّنت الحدود بشكل جيد، وأن سماسرة الهجرة غير النظامية حوصروا.. واستند المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بسام راضي، إلى الأرقام الرسمية الإيطالية، حيث لم يتم تسجيل حالة هجرة غير نظامية واحدة من مصر الى إيطاليا منذ أيلول/ سبتمبر 2016.
وفي الختام..
ولكن، وإذا ما تمكنت مصر من الحدّ من الهجرة غير النظامية إلى أوروبا عبر أراضيها، فهل سيثني ذلك الأفارقة عن المحاولة؟ هل سيجعلهم يفكرون بالعودة إلى بلادهم الأصلية، أم يدفعهم للتعايش مع الصعوبات في مصر؟
يرى علي موكي أن العيش في مصر بات معقداً أكثر من السابق بسبب غلاء أسعار المواصلات وانخفاض سعر الجنيه. ويمتدح مصر لإتاحتها لعب الكرة في أفضل نواديها لجنسيات أفريقية. صديقه كاسونجو تمكن من الالتحاق بنادي الزمالك. ولكن من ناحية أخرى، ومقارنة بالسودانيين، فلا يمكن للأفارقة الآخرين العمل في أماكن لائقة كمراكز الاتصالات الشرعية ("فودافون" و"اتصالات")، بسبب اللغة. وهو امتدح العيش في أحياء مثل "فيصل" (في منطقة الجيزة) حيث يوجد الكثير من أصحاب البشرة السمراء.
ويعاني معظم اللاجئين من صعوبة الاندماج. تحدث علي موكي عن وجود مراكز لتعليم اللغة العربية، ولكن لا يوجد محفز اقتصادي كالعمل مثلاً يشجع المهاجرين على تعلمها، ويعتمد كثير من اللاجئين الأفارقة إما على ما ترسله لهم عائلاتهم أو على مساعدات الأمم المتحدة. ولكن الصعوبات لا تدفعه للتفكير بالعودة إلى الكونغو طالما الوضع الاقتصادي فيها لم يتحسن، ويطمح بالالتحاق بأسرته في أوروبا.
"القلعة" أوروبا تبدأ في شمال أفريقيا
16-04-2017
تركز السلطات المصرية على الإجراءات الأمنية، وعلى تشديد العقوبات على المهربين لوقف الهجرة وتدفق اللاجئين. إلّا أنّ المعاناة الإنسانية في دول منبع الهجرة بالجنوب والشرق ما تزال قائمة بقوة، ما يعني أن تدفق المهاجرين سيستمر، ولا سيما أن للشبكات المستفيدة من الهجرة غير النظامية، كالمهربين والمتاجرين بالبشر ووكلاء الأجهزة الأمنية، مصلحة في استمرارها.
_______________________
1- تقرير نشره صحافي التحقيقات الميدانية في السودان كلاوس فان ديكين، بالاشتراك مع عبد المنعم سليمان، نشره موقع "نيوز ديبلي" News Deeply بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير 2018.
2- تقرير نشرته صحيفة "أيريش تايمز" لمراسلتها في الخرطوم سالي هايدن بتاريخ 28 كانون الاول/ ديسمبر 2017.
3- تقرير نشرته "ميدل إيست آي" بتاريخ 4 كانون الاول/ ديسمبر 2016.
محتوى هذه المطبوعة هو مسؤولية السفير العربي ولا يعبّر بالضرورة عن موقف مؤسسة روزا لكسمبورغ.