"يُهوِّس" العراقيون في أحداثهم الكبرى، معلنين موقفهم الجماعي منها. الهوسات سجلٌ لتاريخ العراق. وهي شعر شعبي موزون مقفى، ومهتوف بايقاع محدد، فيكاد يكون مُغنّى، ويبقى محفوظاً في ذاكرة الناس جيلاً بعد جيل.
هنا في "ساحة العشرين" في النجف. يا لكثافة المكان!
مدينة الإمام علي، صاحب البلاغة التي لا تبْهتها السنين، والقائل: "ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه"، وهي فتوى دائمة لمناصرة الحق، وللثورة طلباً له.
وثورة العشرين التي دوّخت المستعمر الانجليزي، والتي أفتى بصوابها المرجع الأعلى آنذاك محمد تقي الشيرازي، فمنحت فتواه الانتفاضة التي انطلقت من الرميثة وشملت بسرعة كل جنوب العراق، بعداً آخراً.. كما كان لجعفر ابو التمن، الشخصية الوطنية الاستثنائية، دوراً كبيراً فيها، جامعاً تحت لوائها بين الشيعة والسنة.
ليس أنّ التاريخ يعيد نفسه في محطات متكررة، ومنها انتفاضة اليوم. بل هي سمات المكان!