عن موقع "حبر"
في مجال العمارة، مثلما الحال في عدة حقول معرفية، أثار سؤال «ما العالمي؟» كثيرا من النقاشات في العقود الأخيرة، إلا أنها إجمالًا نادرًا ما ذهبت أبعد من الكليشيهات الحتمية. اختُزلت نواحي الجدال مرارًا وتكرارًا في تناقض بسيط بين «المحلي» و«العالمي»، ومُنحَت العمارة دور جَسْر الفجوة بين «التقليد» و«الحداثة»، رغم أن هذه الجدالات تغفل أن التقليد كفكرة بحد ذاتها حداثية للغاية. مؤخرًا، حفّزت هذه التناقضات على ما يبدو مقاربتين مختلفتين للغاية: من ناحية، شهدنا طيفًا واسعًا لمشاريع شديدة الرواج يتم تصوّر المباني فيها باعتبارها مجازات مبنية تمارس دور بناء العلامة التجارية بشكلٍ ما. ومن ناحية أخرى، أثرت جدالات المحلي/العالمي اهتمامًا متجددًا بمزاولات [معمارية] متجذّرة اجتماعيًا: مزاولات تمتزج فيها المواد والعمالة والحرفة المحلية الأصلية مع تكنولوجيا غربية مستوردة، وكذلك تُحتضن فيها مفاهيم مثل «الأصالة» و«التراث» من دون وعي، إذ يتحدث مهندسو العمارة بجدية عن التعبير عن الخصوصية والاختلاف الثقافيَين.
اقرأ أيضاً: عمران الخديوي السيسي
بلا شك، وبغض النظر عن الاختلافات في الحجم أو الغاية، عادة ما يكتنف المشاريع التي تنتُج عن تفاعل المحلي/العالمي دوافع أوسع؛ دوافع يمكن استيعابها بسهولة في مسعانا المتواصل لتصوّر وفهم العمارة بوصفها صورة، وهو ما يؤكد المعاني المتعددة «للتمثيل» في مجالنا. وبالفعل، يمكن لمفهوم التمثيل في العمارة أن يُشير ليس إلى فعل التخطيط أو المشاركة في المجتمع فحسب، بل أيضًا إلى قدرة المباني على أن تجسّد معنىً، أن تصبح أيقونيّة. يدفعنا هذا لنأخذ في اعتبارنا [تساؤلات مثل]: ما الذي يحدُث على أرض الواقع حين تلتقي المكاتب المعمارية العالمية بالسياقات المحلية؟ عندما يُوظف مهندسو العمارة لبناء هوية، سواء لمدينة أو دولة، مؤسسة أو شركة، فأي هُويات تُشيّد؟ وأي معانٍ تُمثّل؟ أي هامش مقاومة قد يدّعيه مهندسو العمارة؟ وبالأخذ في الاعتبار التوترات التي يمكن أن تنشب بين الصورة المُشيّدة والواقع المُعاش، هل يمكن للعمارة بأي حالٍ أن توجَد متجاوزةً السياق أو المضمون، متجاوزةً المكان أو المُخطط؟
المقال الكامل على موقع "حبر"