صرخ في وجهي شخص لا أعرفه جيداً أثناء نقاش حاد بين "مثقفين" على مقهى الانشراح برام الله: "والله إنك أستاذ مدرسة!" (كأنها شتيمة) ثم عض على شفتيه واعتذر، لم أجبه، فقط ابتسمت.
قال لي شخص آخر أعرفه جيداً وأنا استأذنه للذهاب إلى مدرستي بعد قهوة صباحية في مقهى: شوووو! إنت يا زلمة لسّه بتدرّس؟ معقول؟ لم أجبه، فقط ابتسمت.
أقول لهذين الشخصين اللذين يمثلان بصراحة نظرة المجتمع العامة لمكانة المعلم:
إن أحد أهم أسباب هبتنا السلمية والنبيلة ليس فقط المطالبة بحقوقنا المالية بل أيضاً استعادة مكانتنا الاجتماعية التي سُرقت منا قبل الحصول عليها، (عجيبة فكرة استرجاع مكانة لم نحصل عليها بعد) في مناخ ثقافي بالغ التخلف، ومناهج دراسية في قمة الخنوع والسطحية والترهل وبيئة سياسية غاية في الانحطاط والفقر، وفكر اجتماعي متعفن يفتقر لحس العدالة وروح المستقبل.
انتبهوا، أنا الجزء الهش من الجسد الفلسطيني الذي ينحني له أشخاص رائعون في الطريق، أما هؤلاء فحتى ظلالهم لا تنحني لهم.
أنا الآن أبتسم
من صفحة زياد خداش (عن فايسبوك)