ثناء خاتون

في الجمعة الماضية شوهدت السيدة ثناء عبد المديح تقود سيارة رافعة، سرقتها من مجمع بنايات قيد الإنشاء وتجولت بها في أرجاء المدينة لخمس ساعات متواصلة، من دون توقف ولا إبطاء. لم يفلح أحدٌ في إيقافها أو التعرف على غايتها. المعروف أن الجميع يحب ثناء وأختها خصام، ويكره جارتهما المرحومة ناقدة عبد الحوار، التي ذهبت ضحية حادث لغوي في النقاشات الأخيرة حول الاحتجاجات والتحالفات والساحات والمنصات
2016-03-17

شارك

في الجمعة الماضية شوهدت السيدة ثناء عبد المديح تقود سيارة رافعة، سرقتها من مجمع بنايات قيد الإنشاء وتجولت بها في أرجاء المدينة لخمس ساعات متواصلة، من دون توقف ولا إبطاء. لم يفلح أحدٌ في إيقافها أو التعرف على غايتها.
المعروف أن الجميع يحب ثناء وأختها خصام، ويكره جارتهما المرحومة ناقدة عبد الحوار، التي ذهبت ضحية حادث لغوي في النقاشات الأخيرة حول الاحتجاجات والتحالفات والساحات والمنصات والهتافات والاعتصامات.
ماتت ناقدة وظل البيت لثناء "طارت بيه فرد طيرة" كما يهزج الناس هنا.
كانت حركة ثناء تقوم بأولى خطواتها للسيطرة على كل شيء. بالأحرى، المدينة ضجت بالشعارات المخطوطة على الحيطان، لقد كتبتها ليلاً قبل أن تقود الرافعة:
"الثناء يرفع الشيء بالرافعة من موضعه إلى النجوم والمعالي والتخوم".
وهنا أكمل العبارة أحد المشاكسين من جماعة ناقدة: يرفعه لكي "ينزله" في موضعه الصحيح فيما بعد!
"لا تهتموا بما ذكرته المقبورة ناقدة واحملوا مسطرة وأنتم تقرؤون كلامها".
وهنا كتب المشاكس: "لأن النقد اليوم يقاس بالطول والعرض لا بالمحتوى، المهم أن يطول الكلام عنكم ويعرض، المهم هو أبعاد الكلام وحجمه لا مضمونه. فالشجرة المثمرة تُرمى بالحجارة! وماذا لو كانت الشجرة تثمر حجارة وصلابيخ* وتقذف الآراء وتشج رؤوس أصحابها يا خاتونة."
* في الفصحى هو حجر الصوان، وكان يُستخدم في إشعال النار لأنه يتقادح شرراً إذا ضُرب ببعضه، وهناك أماكن سُميت لأجل ذلك "صلبوخ"، منها ما يقع على الحدود بين العراق والسعودية..

نص ورسم : مرتضى كزار