سوق الحلال في عمّان كان في موقع شارع سقف السيل، و كانت بلدية عمان تأخذ "باج" أي ضريبة بسيطة حوالي "شلن" على كل رأس يتم بيعه في السوق ، كان ذلك في الثلاثينيات من القرن الماضي وكان الناس في عمان وما حولها وفي مناطق مختلفة من الأردن يأتون إلى سوق الحلال لبيع وشراء الحلال من الجِمال والأبقار والأغنام وغيرها.
تذكرت سوق الحلال وأنا أقرأ مجموعة من البوستات على جروب فيسبوكي تعبّر فيه الفتيات عن حجم الطلب عليهن، وكم طبيباً تقدم لها وكم مهندساً وكم محامياً.. لا أعرف أية مصيبة أدخلتني هذه الصفحة، لكني تفاجأت من أن الصفحة تحولت "لسوق للحلال النسائي" الذي تقوم فيه إحداهن بطلب مواصفات أخرى حتى تعرضها على أخيها.. وتقوم الأخرى بسؤال الفتيات ما هي أقل قيمة للمهر تقبلين بها... حقيقة الإجابات مريعة ومخيفة وأشعرتني أن سعري عند الزواج كان بخساً جدا فلم يدفع عريس الغفلة غير تكاليف العرس الذي شاركته بها مناصفة... وأعتقد أن السبب هو أنه لم يكن "عليّ طلب" فلم يأتِ لا محام ولا طبيب ولا مهندس ولا راعي غنم لطلب يدي من والدي...
لم أشعر بالإهانة كأنثى ولكني شعرت بالغثيان من تحقير للعلاقات الإنسانية، وتأكّد لي أن الزواج في بلادنا يكون غالباً كما يقول المثل "راسين بالحلال" بدون أدنى اهتمام الفكر الذي يتصل مع هذين الراسين.
من صفحة Lubna Fayez Bajjali (عن فايسبوك)